التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:27 ص , بتوقيت القاهرة

هكذا أصبحت الأيقونة المسيحية جزءا من الفن المصري

الفن القبطي هو فن مصري ظهر في الفترة ما بين آخر العصر الفرعوني وبداية العصر الإسلامي، ويعتبر فرعا رئيسيا من الفن البيزنطي، كذلك قد يراه البعض جزءا من القومية المصرية مع بعض التأثيرات من الفن الإغريقي.


ويُقال إن الرموز فيه مأخوذة من الأساطير اليونانية والمصرية، ووضحت خصائصه في القرن الخامس، وأصبح فنا ناضجا في القرنين السادس والسابع، وظل مستمرا.



ويتمثل الفن القبطي  في المعادن والفخار التي كانت تستعمل في أشياء كثيرة، وأدخلت المسيحية مواضيع فنية جديدة في فن النحت، وتظهر براعته في الحفر على الخشب، مثل ما هو واضح في باب كنيسة القديسة بربارة والكنيسة المعلقة في مصر القديمة بالقاهرة.



ورسم الفنان القبطي رسومات فنية جميلة جدا على الخشب والقماش والجص والهوامش المذهبة على المخطوطات والكتب، كما أن الفن القبطي كان بارعا جدا في النسيج، وغلبت الخطوط الهندسية عليه ما بين القرن 11 و14.



أما الأيقونة المسيحية فهي نموذج أو صورة، وقد عبرت الأيقونات القبطية القديمة منذ القرون الأولى من الميلاد عن مدى عمق وروعة وبساطة التعبير الفني وتألقه، وكيف نجح في توضيح وتوصيل المعنى اللاهوتي لقصة الأيقونة، حتى للعامة الذين يعجزون عن قراءة اللغة المكتوبة، فكانوا يقرأون الأيقونة من خلال النظرة الأولى لها عند دخولهم كنائسهم، ويقال إن لوقا البشير الفنان الطبيب هو أول من رسم أيقونة للسيدة العذراء وهي تحمل يسوع المسيح الطفل ومنه توارثتها الأجيال إلى الآن.



وعلى سبيل المثال، أيقونة الميلاد هي رمز لحادثة ميلاد المسيح، ترد ذكراها من خلال رؤية أيقونتها وسماع أحداثها، ولقد وُجدت الأيقونة نتيجة للتأمل من قبل أجيال من الرسامين، ومن ثمرة التقليد، فهي ليست نتاج فرد أو انطباع أو تجريد.



وقد نستطيع تأريخ بداية عصر الأيقونات في الكنيسة مع إطلالة القرن الثاني، المليء بالرسوم والنقوشات الرمزية في بعض الأوانين ولقد أتت تلك الرموز من عدة مصادر، منها الرموز التي تخص العقيدة المسيحية، أو اليهودية، من العهد القديم وحوادثه، ومنها ما كان مسيحيا محضا.


ومع بداية القرن الرابع وظهور القسطنطينية، وبتأثير دخول الطبقات الأرستقراطية في المسيحية، انسكب جلال الإمبراطورية البيزنطية على فن التصوير وبدأ المسيحيون يعتمدون أشكالا إمبراطورية في فن الأيقونة، كأيقونة يسوع الملك مثلا.


لكن الرسوم بدأت تأخذ منحى لاهوتيا مع بداية القرن الخامس، حيث استُخدِمت الأيقونة للتعريف بالبشارة وذلك عن طريق تصوير حوادث الإنجيل وحياة الشهداء والقديسين، وصارت الأيقونة تكرّم وتحمل في المواكب الرسمية، ودخلت مجال التعليم، واستدعى ذلك توقيرها والدفاع عنها واستمر هذا الأمر حتى القرن الثامن.


ثم انطلقت الأيقونة في الدنيا المسيحية، وخاصة الشرقية منها، وتطور فن رسمها وتعددت مدارسها وتنوعت، لكنها ظلت محافظة على جوهر وأسس الفن الأيقوناتي، وانبرى علماء الشرق الأرثوذكس من قبل المجمع المسكوني السابع وبعده، وحتى يومنا هذا يكشفون للعالم لاهوتية الأيقونة ومكانتها في العبادة.