لماذا نحتفل بشم النسيم؟
شم النسيم من أقدم الاحتفالات المصرية المعروفة، والتي تتميز بتناول أكلات مميزة مثل البيض الملون، والفسيخ، والملوحة، والبصل الأخضر والخس والجرجير، وغيرها من الأطعمة التي يعشقها المصريون، لكن هل تعرف الأصول التاريخية لتلك العادة؟
الكلمة قبطية
"شم النسيم" ليست كلمة عربية، لكنها قبطية الأصل وكانت تنطق "شوم ان نسيم"، وهي تعنى "بستان الزروع"، ومع مرور الوقت، تم تحريف الكلمة حتى أصبحت ما عليها الآن.
تغير موعد العيد
كان يحتفل بشم النسيم يوم تغير فصول الربيع، في شهر مارس، وبعد انتشار المسيحية في مصر، كان العيد يأتي دائما خلال فترة الصوم الكبير، ولأنه يحرم تناول الأسماك، أو أي شيء له روح، لم يكن المصريون يحتفلون به، لذلك تم تأجيل الاحتفال إلى اليوم التالي لعيد القيامة.
لماذا نحتفل بالبيض؟
حسب كتاب "أغرب الأعياد وأعجب الاحتفالات" ، و"أعياد مصر بين الماضي والحاضر"، يرجح كثير من المؤرخين أن الاحتفال بشم النسيم بدأ قبل عهد الأسرات، ويؤكد البعض أنه بدأ في أواخر الأسرة الثالثة، حيث كانت ترمز البيضة إلى عودة الحياة إلى الجماد، الأمر الذي يشبه عودة الربيع وتفتح الأزهار بعد فصل الشتاء. وكانت البيضة مقدسة، إلى الدرجة التي وضع لها المصريون إله.
كان يطلق على هذا الإله "بتاح"، وهو يرمز إلى الخلق، وهو على شكل بيضة، لذلك اخترع المصريون طريقة لنقش الأمنيات على البيض، ووضعها في سلال سعف النخيل، ويتم وضعها على شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم، وفيما بعد، استبدال المصريون كتابة الأمنيات بتلوين البيض.
من أقدم الاحتفالات التي كان يحرص الفنانون على تناول الفسيخ والرنجة خلالها.
السمك ظهر فيما بعد
لم يتم استخدام "السمك المملح" إلا في الأسرة الخامسة، عندما بدء الفرعون في تقديس النيل. وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.
كذلك كان البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت، والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، وحول رقابهم، وتحت الوسائد، وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم.