طريقة مبتكرة للتعامل مع الصداع
عندما تُصاب بصداع فإنّك عادةً ما تُعاني بدرجة لا تتناسب مع مقدار الألم! تعاني أكثر بكثير من درجة الألم المفروضة. ما السبب وراء هذه الزيادة غير المبررة للألم وكيف نتعامل معها.. في هذا المقال سأحاول تحليل هذه الملاحظة وأقترح حلولا غير طبية لها.
ربما درجة ألم الصداع 2 من 10 ولكنك تعاني منه بدرجة 6 من 10، أي تضاعف الألم ثلاث مرات عن المفروض! في رأيي عنصران أساسيان ساهما في التضاعف وهما "التواصل الضعيف مع الجسد" و"الرفض".
التواصل الضعيف مع الجسد.. الصداع (وأي ألم آخر) هو رسالة يريد جسدك إيصالها لك، قد تكون أسبابها نفسية أو عضوية أو حتى وراثية. إذا تجاهلت الرسالة سيحاول جسدك إشعارك بها أكثر وأكثر وقد يقوم بالتصعيد (لأنه يعتقد أنك لم تنتبه له أو أنك لا تكترث).
لنفترض أن جسدك معترضٌ على وضع معين غير مناسب (مثلا نوم غير كاف، أكل غير صحي، قلق، اختلاط بشخص طاقته سلبية أو حتى متابعة نشرة الأخبار المأساوية). يطلب منك الجسد أن تتوقف عن طريق الصداع. يحمل الصداع شفرة ينبغي أن تفكها وتفهمها وتتجاوب معها. ينقسم الناس إلى ثلاثة أصناف في تفاعلهم مع رسالة الصداع.
الصنف الأول (وهو الغالب) يتجاهل الرسالة ويتعامل معها بالمسكنات. هنا سيضطر الجسد إلى التصعيد، فبالإضافة إلى الصداع قد تظهر مشكلة صحية أخرى أعقد.
الصنف الثاني (تواصله مع جسده ممتاز ويفهم نفسه جيدًا) يفك الشفرة ويفهم الرسالة ويتجاوب معها (نوم كاف، قطع العلاقة مع شخص ما، الأكل الصحي الخ). عندها تنتهي الحاجة إلى هذه الرسائل ولا يعود الصداع.
الصنف الثالث سيُشعر جسده بأن الرسالة وصلت حتى ولو لم يستطع فك شفرتها. هنا قد تستمر تعاني من الصداع من وقت لآخر، ولكنّك لن تضطر جسدك إلى التصعيد، وبالتالي تكون جنّبت نفسك مشكلة صحية أصعب.
الرفض.. تعاني من صداع وفي داخل نفسك صوت يقول: "هذا الصداع يجب أن يتوقف الآن، المفروض ألا أعاني منه. أين الدواء؟ أين الطبيب؟ لماذا الطب لم يتقدم لحل مشكلتي؟ أنا متأكد أن هناك حلا ولكني لا أعرفه إلخ لماذا أنا أعاني.. أنا أرفض هذه المعاناة". هذا الرفض مؤلم أكثر من الصداع نفسه.
البعض يرفض الصداع، يتجاهله ويحاول أن يعيش حياته طبيعيا وكأنه لا يعاني من صداع! يضحك ويتكلم ويأكل والصداع داخل رأسه يضغط عليه أكثر وأكثر (كأنه ضوضاء في خلفية رأسه). سيتحمل لفترة ثم يتفاجأ أن الألم تضاعف حتى أصبح لا يُطاق عندها سيهرع للمسكنات. المفروض أن يفهم ويتفهم أنه يعاني من صداع ويجلس في هدوء وإضاءة خافته أو على الأقل يقفل عينيه لفترة. يحاول أن يُشعر جسده بأن الرسالة قد وصلت وبأنه متقبلها تماما ومستعد للاستماع مهما طالت.
أحد الطرق المقترحة للتعامل مع الصداع هي أن تجلس على مكتبك أو سريرك أو حتى في دروات المياه وتقفل عينيك محاولا تتبع مكان الألم. ستلاحظ أنه بدأ يتحرك من مكان إلى آخر في رأسك، استمر في تتبعه واعطه كل انتباهك (عكس التجاهل)، ركز معه واطلب المزيد منه (لتثبت قبولك التام). عندها قد يخف الصداع أو على الأقل لن تضطر جسدك إلى التصعيد.
إذا جربت هذا التكنيك في التعامل مع الصداع شاركنا تجربتك لنستفيد ونتمكن من قياس درجة فا عليتها.