محمد الأمين.. رجل الأعمال الذي ضل طريقه في الإعلام
قصص الكفاح والنجاح دائما ما نجد أبطالها رجال أعمال، عصاميون يرتبطون بمقولات من نوعية "انطلق من تحت الصفر أو بدأ من القاع"، كذلك الحال مع رجل الأعمال محمد الأمين الذي اخترق "القاعدة"، إذ كانت بدايته في شركة مقاولات تصنع قواعد الحمامات.. وغيرها من المرافق.
عدد كبير من المصريين اضطروا لمغادرة بلدهم بحثا عن الرزق، وكان منهم الأمين، الذي ولى وجهه شطر الكويت، وظل هناك 16 عاما، عاد بعدها بمدخرات تمكنه من العمل في مصر وإقامة مشروعات، فاستهل مشواره باستصلاح زراعي بشركة حصل على موافقاتها من وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، ثم اشترى مساحة أرض وفيلا رقم 1 بالمنطقة 23 في مارينا من وزارة الإسكان في عهد محمد إبراهيم سليمان، وأنشأ شركة عامر جروب، مع رجل الأعمال منصور عامر.
كل ذلك حدث قبل ثورة 25 يناير، بعد سقوط النظام، شق الأمين طريقه إلى الشاشة، فدخل مجال الإعلام مثله مثل الكثيرين ممن انقضوا على القنوات الفضائية.
ففي أول رمضان بعد الثورة، أنشأ باقة قنوات بدأها بـ CBC، ثم تبعها بـ CBCtwo، فـ دراما ثم ثالثة+CBC، وCBC extra وسفرة، ثم اشترى 85% من قناة النهار والنهار دراما وتركهما فيما بعد، ثم اشترى مجموعة قنوات مودرن "مودرن سبورت"، مودرن كورة ومودرن حرية"، وأغلقهم بسبب إيقاف الدوري، ولنفس السبب أغلق cbc two، وبالتالي تم الاستغناء عن برنامج مساء الخير، للكاتب محمد علي خير، ثم إغلاق وكالة الأخبار العربية AUA من ورثة رجل الأعمال والسياسي الكويتي محمد الخرافي.
النجاح في مجال العقارات ليس شرطا في التفوق في القطاع الإعلامي، فمع توسع القنوات التي يمتلكها الأمين، بدأ تفوقه يقل بشكل تدريجي، فبعد عام تقريبا بدأ خلاف بين القناة ورئيس التحرير علاء الغطريفي، المسؤول الأول عن المحتوى الذي تقدمه القناة الإخبارية "إكسترا"، بعد تولي سمير يوسف رجل الإعلام صمام الأمور هناك.
الغطريفي أعلن رغبته في ترك القناة وعقب تلك الخطوة بدأ الاستغناء بشكل تدريجي عن فريق العمل الذي بدأ العمل معه والاعتماد على غرفة الأخبار في المقام الأول.
مطلع العام الحالي، بدأت بوادر الأزمة تنتشر داخل أروقة القناة لرغبة المالك ومجلس الإدارة تقليل النفقات والاستغناء عن عدد من العاملين.
فمساء أمس الثلاثاء، قررت CBC الاستغناء عن 5 من مذيعي CBC extra، هم شيرين عفت، محمد الجندي، دينا عصمت، دينا القرشي، ومعتزة مهابة، في إطار خطة لتعويض الفاقد، جراء العائد الإعلاني الضعيف، وترشيدا للنفقات في ظل الرواتب المرتفعة، وعليه فكر العاملين تقديم استقالاتهم، بجانب تأخير صرف الرواتب للمرة الأولى الشهر الماضي والحالي.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه القناة في إنتاج الكثير من البرامج مثل "عرض كبير" الذي يقدمه أكرم الشرقاوي، وتعاقدت فيه مع أبلة فاهيتا لتقديم برنامج أسبوعي، كذلك تتفاوض مع الإعلامية نجوى إبراهيم لتقديم برنامج على قناتها.
وكل ذلك يتنافى مع تصريحات "الأمين" لصحيفة السفير اللبنانية والتي قال فيها إن رأس مال القناة هدية للشعب المصري.. ولدينا قناة غير ربحية وتسعى إلى إعادة تشكيل الوعي.
بعيدا عن القناة، الوضع لم يقتصر مع الأمين على قنوات سي بي سي، بل امتدت للجريدة التي يمتلكها ويرأس تحريرها الصحفي مجدي الجلاد، جريدة الوطن والتى قررت إدارتها تقليل النفقات هي الأخرى من خلال انتقالها إلى مقر آخر أقل تكلفة من المكان الحالي، ليس هذا فقط بل امتد الأمر إلى تقليل عدد من رواتب الصحفيين والعاملين بها.