التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:51 م , بتوقيت القاهرة

عروسة فرانكشتاين

برغم ضيقي الشديد من أوقات الانتظار الطويلة في الأماكن المغلقة.. لكن اتعلمت استفيد منها في تأمُل باقي المنتظرين اللي زي حالاتي.. ومع الوقت اكتشفت أن أوقات التأمل دي بتبقى من أهم أوقات استيعاب الدروس الحياتية.. لأنها الأوقات اللي بتقدر ترصد فيها معارِف وسلوكيات واتجاهات كُتَل اجتماعية لا يستهان بها.


 فتقدر مثلا تكَوِّن فكرة عن أساليب تربية الناس لولادها.. أو ديناميكية العلاقات الرومانسية.. أو الحروب الباردة والسُخنة في العلاقات الأسرية.. أو الأذواق العامة في الأكل واللبس والتعاملات المجتمعية.. أو مواصفات عرسان وعرايس المستقبل.


وحيث إن ساعات الانتظار المشترك بتخلق نوع من الألفة بين المنتظرين.. ف ممكن تلاقي كل واحد فيهم أصبح طرف فى حوار مشترك عن موضوع معين.. وده بالظبط اللى حصل وأنا قاعدة فى المطار وقاعِد جنبى شابين بيتبادلوا الآراء حول مواصفات عروسة المستقبل.. الشابين في أوائل التلاتينات من العمر.. واحد لهجته قِبلي والتاني بَحَرى.. ودار بينا الحوار التالى:


- بَحَري: ماتشوف لى يا عم عروسة من بلدكم 


- قِبلي: وحشين يا عم أجارك الله


- بَحَرى: ياعم الجمال مش كل حاجة


- قبلى: لا هو مش كل حاجة بس حاجة مهمة بردو


- أنا: ...( متحيزة لوَجه قِبلي بحكم العشرة الطويلة).. الصعيد فيه جمال مش موجود في أي مكان فى مصر على فكرة.


- بَحَري: المهم أنها تكون غلبانة وعايزة تعيش


- أنا: غلبانة إزاى؟ بتشحت في الشوارع مثلاً.. ويعنى إيه عايزة تعيش؟ ده باعتبار إن فيه غيرها عايز يموت ولا إيه؟


- قِبلى: لأ طبعاً بس يعني ما تبجاش من الستات اللي مابتبطَّلش رغىّ ووجَع دماغ


- أنا: ممكن تشترط عليها تقطع لسانها قبل الجواز على فكرة


- بَحَرى: مش القصد والله... إحنا بنقضى بالأسبوع فى الشارع.. عايزين اللي في البيت تبقى راجِل


- أنا: طب وعلى إيه الجواز والمصاريف؟ ماتجيب زميلك يحرس لك البيت وأنت غايب!!


- قِبلى: يا ستي مانُجصدش.. الجَصد يعنى إنها تبجى طوع مش دماغها بايظة


- أنا: عادى ممكن تشترط عليها تجيب لك شهادة ضمان من التوكيل مكتوب فيها عدد خلايا المُخ وتاريخ آخر صيانة


- بَحَرى: هههههههههه ده إنتي بتهزري بأه


- أنا: فين الهزار ده؟.. أنا بس بقول غالبا مش حاينفعكم القوالِب الجاهِزة 


- قِبلى: يعني إيه؟


- أنا: يعنس العروسة"الوِحشة، الغَلبانة، الخَرسة، الطوع، الراجِل، اللى عايزة تعيش"... دي لازم تبقى تركيب على فكرة 


- بَحَري: إنتى فهمتي غلط والله.. إحنا بس مش عايزين واحدة مابتبطلش طلبات فى الداخلة والخارجة.


- أنا: مفيش مشكلة خالص.. ممكن نضيف للتركيبة خاصية الاكتفاء الذاتي 


- قِبلي: وده يبجى إزاى ده؟


- أنا: زى مثلاً التأقلم فى خِيام الإيواء وأكل الهوا ولِبس ورق الجرايد


- بحري: ودي تبقى مين بأه العروسة اللى حتعيش على الخواص دى؟


- عروسة فرانكشتاين طبعاً... ألف مبروك عليكوا!!