التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:02 م , بتوقيت القاهرة

أحمد زكي مطرب "الكابوريا والاستاكوزا والهجايص"

ربما لم يكن أحمد زكي مطربا بالمعنى المعروف للكلمة، لكنه كان يمتلك القدرة على الأداء الصوتي والإرتجال، يقف بثبات أمام الكاميرا ويحاول أن يدرك طعم كل كلمة يتفوه بها في الأغنية، كان زكي يلعب على عنصر الصدق، بلا تكلف أو إجهاد للحنجرة، فقط يرتل الكلمات ويتحرك بلا خجل.


أحمد زكي، من ألمع النجوم في تاريخ السينما المصرية، لكنه كان ذهبيا في غنائه، كان شديد التميز والثراء، وله أدوار يتذكرها الجمهور بشكل دائم، إنه ابن البلد، البريء، سواق الهانم، ومستر كاراتيه.. موهبته التمثيلية جعلته أحد نجوم الشباك في السينما المصرية.. ولأنه أول من غنى لـ"الهجايص"، في "البيضة والحجر"، فقد مثل الغناء ركنا أساسيا في حياته الفنية.

واتجه للسينما منذ منتصف السبعينات، وبدأت الأنظار تلتفت إليه بسبب موهبته الاستثنائية وغير المعتادة في التمثيل، وشارك في عشرات الأفلام التي جعلته ليس فقط من أكثر الممثلين جماهيرية، بل كذلك يحظى بإشادات النقاد، ومن هذه الأفلام: (شفيقة ومتولي، موعد على العشاء، النمر الأسود، زوجة رجل مهم، البريء، الهروب، ناصر 56).

توفى في عام 2005 عن عمر يناهز 56 عاما من جراء مضاعفات سرطان الرئة الذي كان يعاني منه في أيامه الأخيرة، وخلال تصويره لفيلمه الأخير (حليم).

 



هناك حكاية طريفة لفيلم "كابوريا" يرويها الكاتب أحمد مجاهد العزب، عن المخرج خيري بشارة، لما طلب من حسين الإمام بعمل أغنية لـ"هدهد"، أحمد زكي، تحمل من الفانتازيا قدر ما تحتمل 24 ساعة، لكتابة الأغنية وتلحينها أو العكس، وكانت النتيجة أن حسين الإمام استخدم جملة "في اللابوريا"، التي اعتاد خيري قولها عندما يشاهد مشهدا، أو أداء لم يعجبه.

من هنا أصبح وراء اللابوريا سرا يؤرق الجميع، وبعد أن انتهى من الأغنية وسمّعها لخيري الذي علق:"حتى وأنت بتهزر بتقول كلام مهم"، كان يقصد تحديدا جملة "في إيه هانبكي عليه"، ومدى بساطتها ومعناها الجميل.

وتابع "بتهيأ لي لو دخلت امتحان وأقنعوك تجيب (zero) علشان تنجح برضو هاتجيب درجة"، وجاب حسين الإمام "بوينتس" وكتب ولحن للاستاكوزا.



وكما أبهر الجميع في كابوريا بأداءه الإرتجالي، جاء من بعيد بصوته في البيضة والحجر ليتناول حدوتة بسيطة من الحياة المصرية عن الدجل والشعوذة. وكما يقول: "لو أنت هايص أو كنت لايص، تعالى يلا نشوف الهجايص".