أنا من جيل الأونلاين خاطبة
المواعدة، الحب، الزواج وما شابها من علاقات، كيف كانت وإلام تطورت على مر السنوات؟
"الخاطبة"، امرأة بسيطة، مهنتها البحث للشاب أو للفتاة عن الشريك المناسب، تدخل البيوت وتعرف العائلتان على بعضهما، وإن وجدت قبولا، تتم المقابلات وتستكمل إجراءات الزواج.
في الأغلب، لم تكن الفتاة والشاب يجدان الفرصة للتعرف على بعضهما البعض، والدة العريس هي من ترى الفتاة وتختبر أخلاقها وتقيم جمالها، وإن وجدتها مناسبة تنطلق الزغاريد إعلانا بإتمام القبول. تقاليد العائلتين تحدد طبيعة فترة الخطوبة، إن وجدت. استمر دور الخاطبة فعالا لفترة كبيرة، وتعددت أشكاله أيضا.
نرى مشهد الفتاة التي تطل من نافذة غرفتها، تتبادل نظرات الإعجاب من جارها الشاب، ربما يتبادلا بعض الخطابات خلسة، وإن اكتمل الإعجاب وتدفقت مشاعر الحب، يرسل الشاب في طلب يد الفتاة، وإن تمت الموافقة يعقد القران، ويتكلل حبهما.
يتطور الأمر قليلا، ومع مرور السنوات، يصبح نزول البنات والسيدات للجامعات والوظائف وحتى التنزه وحدهن أمرا عاديا جدا، ويصبح المجتمع أكثر تفتحا وتقبلا للعلاقات المختلفة بين الجنسين، في الدراسة والعمل، صداقات وحب وزمالة، أصبحت الفتاة أكثر تثقفا وتفتحا، تطالب بحقوقها ولا ترضى بشريك لم تختره أو تحبه.
يتحدث الشاب مع الفتاة في الهاتف، يتنزهان سويا، يتعرفان على ميول بعضهما البعض، وما يحبه الآخر وما يكرهه، يتشاركا الخبرات والمواقف وربما الأسرار، يخططان لحياتهما سويا، يتفقان على الزواج، ويتقدم الشاب لأهل الفتاة، ويكتمل الأمر كالمعتاد.
لا ننسى طبعا وجود الأقارب وأصدقاء العائلة، الذين يقومون تقريبا بدور الخاطبة.. "فلان يبحث عن عروس ونحن نرى في ابنتكم شريكا مناسبا"، وهو ما يعرف بـ"زواج الصالونات"، وهو مستمر حتى يومنا هذا.
تمر السنوات ويظهر دور التكنولوجيا في العلاقات، التعرف عن طريق الإنترنت أصبح أمرا شائعا، فظهرت مواقع التعارف المخصصة للمواعدة والتعارف، ما عليك سوى أن تُدخل بياناتك مثل بريدك الإلكتروني، اسمك ومدينتك، لتصبح بعدها مستعدا للتعرف على شريك حياتك من الجنس الآخر.
للمواعدة عبر الإنترنت إيجابيات، فهي مثمرة لمن يبحثون عن أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة قبل اللقاء معهم، وهو أمر غاية في الصعوبة على أرض الواقع، كما أنه يعطي فرصة أكبر للشخصيات الخجولة لإظهار شخصياتهم، وتحفيز الثقة بالنفس مع مرور الوقت.
وبالطبع، لكل شيء جانب سلبي، أهمها الكذب والادعاء عبر الإنترنت، كأن يكذب بعض الأشخاص في إظهار هوياتهم الحقيقية، أو بعض الصفات الظاهرية مثل الوزن، أو انتماءهم لطبقة اجتماعية أخرى بخلاف الحقيقة، فلا تجني سوى خيبة الأمل، وربما الإحباط.
أثبتت بعض الإحصائيات في هذا الشأن، إتمام حوالي 280 ألف زيجة سنويا عن طريق التعارف عبر الإنترنت، ويزور تلك المواقع المختصة بذلك، حوالي 20 مليون شخص شهريا، وبالطبع مع تقدم التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، يصبح هذا العدد في تزايد مستمر.
ومن ثم ظهر "فيس بوك" بشكل أكبر على الإنترنت، وأصبح شكلا أسهل للتعارف، فكل حساب على "فيس بوك" يظهر اهتمامات صاحبه، وأحيانا صورته الشخصية.
يشارك كل شخص ما يحبه من تفاصيل حياته مع من حوله، فيكون التعارف أكثر سهولة، لا يختلف كثيرا عن تعارف البريد الإلكتروني وبعض المواقع الأخرى.