إيفيلين نيسبت.. أول سوبر موديل في العالم
الجمال نعمة، لكنه يتحول إلى نقمة في بعض الأحيان، كما حدث مع الفتاة الجميلة المهاجرة إلى أمريكا، إيفيلين نيسبت.
نيسبت كانت فاتنة لدرجة سلبت عقول الرجال وهي في سن الـ16 عاما، وذلك لما تمتلكه من كاريزما ومرونة فولاذية، إضافة إلى قوامها الممشوق وجاذبيتها الجنسية الواضحة، لتصبح في غضون سنوات قليلة أول وأشهر سوبر موديل في العالم.
حققت ايفيلين نسبيت، ذات الشعر الأحمر النحاسي، نجاحا وانتشارا واسعا في بداية القرن العشرين وأصبحت موديل وممثلة أفلام صامتة، ونموذجا للرسامين وأيقونة للجمال.
ولدت نيسبت في 25 ديسمبر عام 1884، في فترة النمو الاقتصادي السريع في الولايات المتحدة الأمريكية، وهجرة الفقراء الأوروبين النازحين إلى الحلم الأمريكي.
وانحدرت من أسرة اسكتلندية فقيرة هاجرت إلى ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ثم رحل والدها غارقا في الديون وكافحت والدتها من أجل إعالة الأسرة.
وبعد سنوات قليلة وصلت إيفيلين إلى نيويورك لتعمل كنموذج للفنانين، وأصبحت بعد فترة عارضة للأزياء وموديلا للتصوير الفوتوغرافي، لتصعد أسهمها سريعا وتخطو خطوات واسعة نحو الشهرة والنجومية.
تولى رجل يدعى جيمس كارول بيكويث رعايتها وعرضها للفنانين والرسامين، فأصبحت مصدر إلهام للعديد من الأعمال الفنية، بما في ذلك قطعة "البراءة" للنحات جورج جراي بارنارد الشهيرة، الموجودة الآن في متحف متروبوليتان للفنون.
ونال وجه إيفيلين شعبية كبيرة جدا وأصبح علامة مميزة على أغلفة المجلات والصحف، من بينها مجلة "فانيتي فير"، و"هاربرز بازار"، و"هوم جورنال" وأصبح مطلبا لإعلانات مساحيق التجميل ومعاجين الأسنان، حتى على البطاقات البريدية وبطاقات التبغ، والتقويمات.
في 1900 شكل التصوير الفوتوغرافي، وعروض الأزياء ثورة في عالم الترويج الدعائي للموضة، وهو ما استفادت منه إيفيلين لتصبح نجمة مشهورة تحاك حولها الشائعات وتظهر أخبارها في أعمدة القيل والقال في الصحف، حتى أنها أصبحت ظاهرة ونموذجا لطموحات وأحلام الفتاة الأمريكية.
لكن يبدو أن الأحلام الوردية تصاحبها دائما المنغصات والعراقيل، فكأي فتاة جميلة يطاردها المعجبين، التقت إيفيلين بمهندس معماري ثري من نيويورك يدعى ستانفورد وايت، تولى الإنفاق عليها ووفر لها شقة فاخرة وهدايا باهظة، وسرعان ما عشقها، لكنه تركها بعد عام واحد لتتزوج من ثري آخر يدعى هاري، كان غيورا لدرجة الجنون، حتى أنه أطلق النار على عشيق إيفيلين السابق وأرداه قتيلا بسبب غيرته المرضية.
وتورطت إيفيلين في جريمة القتل ونالها الكثير من تشويه السمعة والاتهامات الباطلة عن علاقتها بستانفورد وايت، ما زاد من شهرتها، وحتى ظهرت الحقائق، تم الحكم على زوجها القاتل بالإيداع مدى الحياة في مستشفى المجانين.
كانت إيفيلين ذكية، فبعد كل الشائعات التي نالت منها، واصلت حياتها العملية كعارضة للأزياء وممثلة أفلام صامتة، ونموذجا للصور الفوتوغرافية التي أبقتها على قيد الحياة.
وظلت ملهمة للجميع، وُنظمت حولها القصائد، وألفت الألحان، وحتى وقت قريب استمرت إيفيلين بينست كأسطورة أمريكية حيرت الكثيرين، حتى وفاتها في 17 يناير عام 1967.