في اليوم العالمي لمناهضتها.. العنصرية على الطريقة المصرية
في مثل هذا اليوم منذ ما يزيد على خمسة عقود، وتحديدا عام 1960، تعرض 69 شخصا، بينهم 8 نساء و10 أطفال، للقتل على يد قوات الأمن في جنوب إفريقيا، أثناء إحدى الفعاليات ضد سياسات التمييز العنصري، ليكون اليوم نقطة تحول في كفاح السود من أجل المساواة، حيث دفع العالم لاتخاذ خطوات جادة باتجاه القضاء على "الأبارتايد"، أو سياسات الفصل العنصري في الدولة ذاتها.
ويتم الاحتفال بالحادي والعشرين من مارس في جنوب إفريقيا كيوم لحقوق الإنسان، فيما تعتبره منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري.
ولكن: هل مصر بعيدة عن العنصرية؟
نظرة على أحوال المختلفين، من حيث النوع أو اللون أو الدين، في مصر قد تتكفل بالإجابة.
المرأة.. الحلقة الأضعف
كشفت إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، ديسمبر الماضي، أن 92%من الجرائم الأسرية تندرج تحت ما يسمى بـ"جرائم الشرف"، ارتكب الأزواج 70% منها ضد زوجاتهم، و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم، فيما ارتكب الأبناء 3% ضد أمهاتهم، واتضح أن 70% من هذه الجرائم اعتمدت على الشائعات.
الإحصائية أظهرت وصول عدد جرائم العنف الأسري إلى مليون و500 ألف حالة، بمعدل 2741 حالة شهريا.
دقت إحصائية لمبادرة "خريطة التحرش الجنسي في مصر"، ناقوس الخطر بإعلانها أن 99.3 % من النساء تعرضن للتحرش بأشكال مختلفة، كانت أغلبها بنسبة 59% لمس باليد، و48 % التلفظ بألفاظ خادشة للحياء ذات معنى جنسي، و54.5 % معاكسلات كلامية، ثم 42.5 النظرات المتفحصة لجسد المرأة.
كما أن المرأة المصرية لم ترشح حتى الآن، لمنصب المحافظ، أو كوزيرة لوزارة سيادية.
اللون أزمة في مصر
أظهر تقرير مصور لموقع "دوت مصر"، تعرض السود لمضايقات يومية في الشارع المصري.
حال الأقليات الدينية
عدة حوادث تعرض لها الأقباط، جعلت من العقد الثاني من القرن الـ 21، أسوأ فترات الأقباط في مصر، حيث وقعت أكثر الاعتداءات دموية، ففي مطلع 2011 وأثناء احتفالات رأس السنة وقع تفجير كنيسة "القديسين" بالإسكندرية، ما أدى لسقوط أكثر من 20 قتيلا وعشرات المصابين.
وتم توجيه الاتهام لوزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي بتدبير الحادث، إلا أنه تمت تبرئته من الاتهام لاحقا.
لم تمر شهور معدودة على قيام ثورة 25 يناير وتنحي مبارك عن الحكم، حتى وقعت "أحداث ماسبيرو"، التي بدأت بمسيرة في 11 أكتوبر 2011 من شبرا إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، كرد فعل على هدم سكان قرية "المريناب" بمحافظة أسوان، كنيسة قالوا إنها غير مرخصة، وسرعان ما تحولت لمواجهات عنيفة مع قوات الجيش، أسفرت عن سقوط أكثر من 25 قتيلا من المتظاهرين الأقباط.
بعد إزاحة الإخوان المسلمين عن سدة الحكم، وإعلان وزير الدفاع، وقتها، عبدالفتاح السيسي عزل الرئيس محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، وقعت حالات اعتداء على كنائس ومنازل أقباط، وصلت إلى ذروتها عقب فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس من العام نفسه، حيث تم إحراق 70 كنيسة، أغلبها في محافظات المنيا وأسيوط والسويس وسوهاج، وفق تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الحكومة المصرية.
المصريون الشيعة ليسوا أفضل حالا، فبعد خطاب تحريضي ضد الشيعة، خلال مؤتمر الرئيس الأسبق محمد مرسي بإستاد القاهرة، منتصف يونيو 2013، تحت شعار "نصرة سوريا"، حاصر قرابة 3 آلاف من أهالي "أبو النمرس" بمحافظة الجيزة، منزلا تواجد به رجل الدين الشيعي "حسن شحاتة"، وقتلوه وثلاثة من أتباعه.
البهائيون.. خطوة على الطريق
شهد عام 2009 اشتباكات بين المسلمين والبهائيين، في قرية الشورانية بمحافظة سوهاج، أسفرت عن حرق عدد من منازل البهائيين، وفي العام نفسه، منحت محكمة مصرية أتباع الحركة البهائية في البلاد الحق بالحصول على بطاقات هوية شخصية، دون ذكر انتماءهم الديني فيها، حيث يتم وضع شرطة (-) أمام خانة الديانة، وهو ما رحب به عدد منهم، واعتبروه خطوة على طريق الاعتراف بهم.