التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 06:33 م , بتوقيت القاهرة

حفلات تاريخية لأم كلثوم (10)

أول ما حصلت النكسة، بدأت الاتهامات تروح شمال ويمين، هـ نسيبنا من الشؤون العسكرية والسياسية المباشرة، فيه أنشطة اجتماعية كتير اتوجه لها اتهامات، وكان على راسها الكورة وأم كلثوم.


كانت المقولة المعروف وقتها: الشعب المصري بـ يفطر فول، ويتغدى أهلي وزمالك، ويتعشى أم كلثوم (على أساس الماتشات كلها كانت بـ تتلعب في العصر)، وبدأ الكلام يكتر عن أم كلثوم عاملة زي الأفيون والمخدرات، ولازم حفلاتها تتلغي، وهكذا.


عبد الناصر اقتنع بـ فكرة إن الكورة من أسباب الهزيمة؛ فـ ألغى النشاط الرياضي، مع إن العبور ما حصلش غير بعد ما رجع الدوري، وبالمناسبة لما السادات رجع الدوري كان فيه هجوم حاد من المثقفين، ممكن مثلا تشوفها في أغنية نجم: رجعوا التلامذة، اللي بـ يقول فيها:
لا كورة نفعت ولا أونطة
ولا مناقشة وجدل بيزنطة
ولا الصحافة والصحفجية
شاغلين شبابنا عن القضية



بس أكيد ناصر ما اتأثرش نهائي بـ فكرة إن أم كلثوم ليها دخل بـ اللي حصل. اللي اتأثرت بـ الكلام ده هي الست نفسها اللي احتجبت في فيلتها، اللي في الزمالك، وقررت وقف حفلاتها واعتزال الغُنا. ولتاني مرة الزعيم يتدخل علشان يرجع الزعيمة، المرة دي اتصل بيها مباشرة، وقال لها إن الشعب ما يقدرش يستغني عن خدماتها، فـ الدم جري فـ عروقها وقالت إنها هـ ترجع، وهـ تغني، ومش عشانها؛ عشان مصر.


وقررت أخطر قرار في حياتها، وهي إنها مش هـ تاخد مليم من الحفلات دي، هـ تتبرع بـ كل دخلها للمجهود الحربي. وطبعا أول ما رجعت غنت كذا أغنية عن ضرورة مواصلة الكفاح.


قبل النكسة كانت أجعص حفلة لأم كلثوم ما تعديش 20 ألف جنيه، ورغم إن ده رقم فلكي وقتها، بس ما ييجيش حاجة جنب إيرادات حفلاتها بعد كده، أول حفلة كانت في دمنهور، وإيراداته وصلت 80 ألف جنيه، وفيه حفلة في إسكندرية وصلت لـ 100 ألف.


بس الحفلة اللي هـ نهتم بيها شوية، هي حفلة باريس، اللي غنت فيها على مسرح الأوليمبيك في 18 نوفمبر 1967، واللي قدمه برضه جلال معوض.


ثومة ما غنتش في الحفلة دي أغاني جديدة، الوصلة الأولى كانت "أمل حياتي"، كلمات أحمد شفيق كامل، وألحان محمد عبد الوهاب. والوصلة الأخيرة "فات الميعاد" لـ مرسي جميل عزيز وبليغ حمدي. أما الوصلة الثانية فكانت "الأطلال" بتاعة إبراهيم ناجي والسنباطي.


الوصلة التانية دي كان فيها ملمحين:
الأول، هو التأويل السياسي لـ جملة "أعطني حريتي أطلق يدي"، وانتشر وقتها الكلام عن إن الست اتعمدت تختار الغنوة دي علشان المقطع ده، وكأن مصر بـ تطالب العالم بـ تحريرها، والحكاية دي ملازمة للست، وكتير من كلمات أغانيها "البسيطة" اتأولت تأويلات دينية وسياسية، بـ الذات دينية، وفيه ناس مقتنعة إن كل أغاني الست هي أغاني دينية أصلا.


 الحاجة التانية إن هي دي الحفلة، وبـ التحديد دي الوصلة اللي وقعت فيها الست ع المسرح.



والحكاية إنه وهي بـ تغني الأطلال قام شاب مغربي قام وطلع المسرح، عايز يبوس رجليها. أم كلثوم ما كانتش متعودة على رد فعل زي ده من "الفانز"، وده مكنش سلوك موجود في قاموس المطربين، عادة الجمهور بـ يقعد زي ما شفناه كده في الحفلات، جمهور رزين ورصين، ودي حاجات عيب.


الست قلقت من حركة الشاب، واتاخرت كده، فـ راحت واقعة على المسرح، وكان ممكن تعدي، وتتنسي لولا إن مجلة الاحوادث الفرنسية لقطت صورة للمشهد، ونشرتها بعد عشر تيام من الحفلة، وهي صورة مشهورة على أية حال.


إيرادات أم كلثوم في فرنسا وصلت 212 ألف جنيه .. استرليني، أيوه استرليني، اتبرعت بها كاملة، وجريدة "المساء" الباريسية كتبت إن أم كلثوم بقت أغنى وأغلى مطربة في العالم. وكالعادة وصل الاهتمام بـ الزيارة لأعلى مستوى في فرنسا، لـ درجة إن شارل ديجول نفسه قال تصريح عن الحفلة والست: "لقد مست أحساسيسي وأحاسيس الفرنسيين جميعا".


الكبير كبير برضه


شاهد حفلة باريس