البعض يفضلها مُزة
كانت "لينا" سخيفة جدا، لا شيء في العالم يشبهها بقدر شكل "المخدة" إذا ما وددت إلباسها "كيسا" ضيقا، ورغم أن محمد سامي لم يكن أقل منها سماجةً، إلا أن سؤالا بريئا لم أستطع كتمانه يوم جاءني خبر ارتباطهما عاطفيا.
- هو حبها ليه ؟
ليأتِني الرد واحداً من أكثر من شخص ..
- علشان هي ستايلش ..
صحيح أن محمد ولينا تزوجا منذ سنوات، ورزقا بطفل كانت ولادته السعيدة آخر ما عرفته عنهما من أخبار قبل أن يتشرذم "تيم" الجامعة أكثر مما كان، لكن بقيت أنا وبقي سؤالي، وإن كان قد خرج طبعا عن إطار قصتهما، لمَ يحب الرجل فتاة دون أخرى ؟ وعلى أي أساس يكون الاختيار .
(1)
- أنا مش هروح، أنا مش تلاجة جاي يتفرج عليها ولو عجبته يشتري ..
ذلك شعار ترفعه الفتيات إن عُرضت عليهن مقابلة في إطار ما يُعرف بـ "جواز الصالونات"، وبغض النظر عن انطباعها أو دوافعها، أتساءل أنا عن شعور الشاب الذي يعرف أنه في نظر بعض الأسر ليس إلا ثريا عربيا محملا بالمال، وأن الآنسة التي رفضت قبل قليل أن تكون سلعة، ربما ستعتبره طوق نجاتها الأخير من شبح العنوسة، وسبيلها لكي تضع- أخيرا - بروفايل بيكتشر، أنا عروسة .
(2)
متى يتزوج الرجال؟ سؤال طرحته على مجموعة من الزملاء تباينت أعمارهم وتباينت ردودهم أيضا، أحدهم تبنى فكرة الزواج مبكرا، وآخر ذهب إلى أنه لا زواج لشاب قبل الثلاثين، صاحب الرأي الأخير يرى أن من يتزوج مبكرًا سيمل بعد عامين وربما لن يجد بدا مما أسماه "الانحراف"، فرد عليه الأول قائلا:
- ما أنا لو متجوزتش دلوقتي برده هنحرف!
إذن، عدنا لنقطة البداية، متى يتزوج الرجال ..
(3)
الرجل كائن دائم البحث عن السوبر وومان، لا أتفق مع من يرى في ذلك أنانية، وإنما بالنسبة لي هو حقٌ مشروع، من حق الرجل أن يجد في زوجته حبيبة وصديقة وأم وابنة وزميلة ومديرة أعمال أيضا، من حق الرجل أن يجد سيدة تغار عليه من الأخريات، كل الأخريات، ولكن هل يضمن لها هو ذلك، هل يكون لها سوبر مان ؟ لا أظن..
(4)
بعض الرجال يشعر أنه يقدم في الزواج أو في الحب عموما، قلبه باليمين وحريته باليسار، وبقدر ما كان قلبه غاليا فحريته أغلى، وأنا لا أعرف صراحة لما نفتقر لثقافة الحرية في الارتباط، وقبل أن تنظر شرزا وترفع حاجبك الشمال، أنا لا أقصد "مرقعةً" لا سمح الله، وإنما تقديرا وتشجيعا وتفهما لطبيعة علاقات واهتمامات الطرفين، أعرف صديقا تركته خطيبته لأنه "بيحب الكورة أكتر منها"، وأخرى انهارت لأن الرد جاء في غير مصلحتها حين سألت حبيبها، أنت بتحبني أكتر ولا بتحب عربيتك ؟، فماذا عن الزميلات والأقارب، مأساة.
(5)
لا أرى في الزواج شيئا سخيفا بقدر "قعدة الاتفاقات"، وبغض النظر عن شبكة ونيش وحاجات كتير فوق بعض، إلا أن حديثا عن القايمة والمؤخر يصيبني بحالة من القرف والغثيان، ذلك التفكير الحقير في نهاية الزيجات قبل أن تبدأ، إذن فكيف يشعر الشاب الذي يجد نفسه محاصرا بعدد لا نهائي من الوسائل التي تظن بها أسرة الفتاة أنها تؤّمن بها مستقبلها، ومن في هذه الحالة يمكن أن يؤمن له مستقبله ؟
(6)
متى يختار الرجل ومتى تختار له والدته أو أخته، لا أتفق مع تلك الحكمة المتداولة ومفادها أن الضعفاء تزوجهم أمهاتهم، صادفت الكثير من الضعفاء في حياتي، منهم من زوجته أمه فعلا ومنهم من اختار بإرادته ولكنه بدا ضعيفا، ولا فرق في نظري بين ضعيف تحركه زوجته وضعيف تحركه أمه، ولكن هل يترك اختيار شريكته لأمه حين يفشل تماما في العثور عن سيدة أحلامه، أم أنه قد يجدها سعيا وراء التحرر من اختيارات والدته ؟
(7)
عمَ يبحث الرجل ؟ أعرف من يبحث عن أم مناسبة لأبنائه فقط، أو من يبحث عن حبيبة تسانده فقط دون وعود مستقبلية- وكثيرا ما يتم ذلك بالاتفاق- وبعضهم يفضلها مزة ليس إلا، اختلاف الأذواق وارد، ولكن هل يعترف كل رجل حتى ولو بينه وبين نفسه بما يريده فعلا، هل يعرف الرجل أصلا ماذا يريد.
لم ولا أدعي أنني قادرة على فهم سيكولوجية الرجل، ولا أتصور أن رجلا يفهمها أصلا، لذا ومن دون قصد، وجدت أن المقال لا أخرج منه إلا بمزيد من الحيرة وعلامات الاستفهام، لا أعرف لو أن كثيرات يشاركنني فيها، ولا أعرف لو أن رجلا، يمكن أن يقدم لي عنها إجابات واضحة.
لو أن هناك إجابات، أرحب بتواصلكم ..
للتواصل مع الكاتبة