مثقفون مصريون في "أرض الغربة".. رحلة نجاح
الاغتراب هو معاناة الأدباء والشعراء، إلا أن هذا الألم الممزوج بالحنين يظل محفزا ومولدا جديدا للإبداع الفني والأدبي، خاصة أن السفر والاختلاط بشعوب مختلفة، والرغبة في العودة إلى وطن، يتيحون كثيرا للإنسان رصد معاناته بشكل أكبر.
"دوت مصر" يعرفكم على بعض الأدباء المصريين المغتربين في الخارج ومعاناتهم في أرض الغربة.
رؤوف مسعد
روائي مصري كبير، قرر أن يعيش خارج مصر بعدما ذاق مرارة السجن بها، ومعه القاص عبدالحكيم قاسم، والروائي صنع الله إبراهيم، بسبب اشتراكه في أحد التنظيمات الشيوعية، داخل السجن تفجرت طاقاته الإبداعية فاخرج عمله المسرحي الأول، وتوالت أعماله التي كان آخرها روايته الرائعة "غواية الوصال".
رؤوف مسعد هو ابن لقسيس بروتوستانتي، لكنه تمرد على مذهب أبيه وأصبح لادينيا، وحينما ضاق عليه الخناق بعد خروجه من السجن حزم حقائبه وغادر إلى بولندا لدراسة الإخراج المسرحي، ومن هناك بدأت رحلته في العواصم العربية والإفريقية التي امتدت بين بغداد والقاهرة، إلى أن استقر به المطاف في العاصمة الهولندية أمستردام، ويشتهر بتقديم عدة روايات قيمة مثل: "بيضة النعامة"، و"مزاج التماسيح".
ياسر عبداللطيف
درس الشاعر والقاص والروائي المصري، ياسر عبداللطيف، الفلسفة في جامعة القاهرة، وتخرج منها في عام 1994، نشر أول مجموعة شعرية له بعنوان "ناس وأحجار" عام 1995، ثم نشر روايته الأولى في عام 2002 تحت عنوان"قانون الوراثة"، عن دار ميريت للنشر بالقاهرة.
حصل "عبداللطيف" على المركز الأول في جائزة "مؤسسة ساويرس للأدب المصري في الرواية والقصة القصيرة" لعام 2005، إلى جانب ذلك ساهم في كتابة سيناريوهات عدد من الأفلام التسجيلية، مثل فيلم "مواطن صالح من المعادي"، من إخراج نادر هلال، وعرض الفيلم في أكثر من مهرجان في مصر وفرنسا وبلجيكا.
وكتب "عبداللطيف" سيناريو الفيلم التسجيلي "طريق النسر"، عن قصة حياة الروائي المصري إدوار الخراط، وهو من إخراج بهاء غزاوي، كما أن له مجموعة شعرية بعنوان"جولة ليلية"، صادرة عن دار ميريت في 2009، وأصدر بعد ذلك مجموعته القصصية "يونس في أحشاء الحوت" عن عام 2011، التي فازت بجائزة ساويرس في فرع "كبار الكتاب" عام 2013.
وفي بدايات 2014 أصدر الروائي المصري المغترب كتاب "في الإقامة والترحال - قصص وحكايات"، وله أيضا عدد من الترجمات عن اللغة الفرنسية في مجال الأدب وأدب الطفل، ويعيش منذ عام 2010 في مدينة إدمنتون في كندا.
ميرال الطحاوي
ولدت لأسرة بدوية في إحدى قرى محافظة الشرقية عام 1968، وحصلت على درجة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الزقازيق وعملت في التدريس، إلا أن طموحها لم يقف عند هذا الحد، فهي كانت تحلم بما هو أكثر من ذلك، لذا قاومت رغبة أسرتها واتجهت إلى القاهرة وهي في السادسة والعشرين من عمرها، والتحقت بجامعة القاهرة، لتنال درجتي الماجستير والدكتوراة بعد ذلك.
ميرال الطحاوي أصبحت روائية وقاصة وأكاديمية نشرت أول أعمالها، وكانت مجموعة قصصية، عام 1995، وفي العام التالي أصدرت روايتها الأولى "الخباء".
انتقلت الطحاوي في سنة 2007 إلى الولايات المتحدة، حيث عملت أستاذا مساعدا في قسم اللغات الأجنبية في جامعة الأبالاش في ولاية نورث كارولاينا، ومنسقا لبرنامج اللغة العربية في الجامعة، وتعمل حاليا أستاذا مساعدا في جامعة ولاية أريزونا.
حققت روايتها "بروكلين هايتس" نجاحا كبيرا، وفازت عنها بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، كما وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية.
جميل عطية إبراهيم
حصل الأديب "جميل عطية ابراهيم" على شهادات دراسية متعددة، ونتيجة ذلك عمل في مهن متعددة قبل تخرجه من الجامعة، منها كاتب حسابات في مصنع للنسيج في شبرا الخيمة، ومدرس موسيقى للأطفال، وكذلك مدرسا للحساب والجبر والهندسة للمراحل الإعدادية في مصر والمغرب،.
وبعد تخرجه من الجامعة عمل مفتشا ماليا وإداريا في وزارة الشباب في فترة الستينات، وبعد نجاحه في نشر بعض القصص انتقل إلى الثقافة الجماهيرية بفضل الأساتذة نجيب محفوظ وسعدالدين وهبة ويعقوب الشاروني، وظل في الثقافة الجماهيرية حتى سافر إلى سويسرا عام 1979 وعمل في الصحافة العربية المكتوبة والمرئية والمسموعة في جنيف حتى هذه اللحظات، حيث يستعد للتقاعد والتفرغ للأدب.
جميل عطية هو أحد مؤسسي مجلة "جاليري 68" الأدبية، وهو من رواد حركة أدباء الستينيات، ركز من خلال أعماله على الدور الاجتماعي للأدب، من ومؤلفاته "أصيلاً"، و"النزول الى البحر"، و"ثلاثية 1952"، و"أوراق اسكندرية"، و"الثورة"، و"المسألة الهمجية"، و"خزانة الكلام".
إيمان مرسال
شاعرة مصرية، ولدت في 30 نوفمبر 1966 في قرية ميت عدلان التابعة لمركز بني عبيد في محافظة الدقهلية، تخرجت في جامعة المنصورة، وحصلت على درجتيّ الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة.
نُشرت قصائد إيمان مرسال منذ بداية التسعينات في مجلات مستقلة مثل "الجراد" و"الكتابة الأخرى"، ويعدّ كتابها "ممرّ معتم يصلح في تعلّم الرقص" 1995، واحداً من أهم الكتب الشعرية الصادرة عن جيل التسعينيات في الشعر العربي.
تركت "مرسال" مصر إلى مدينة بوسطن الأمريكية في 1998 بعد سنوات من العمل كمحررة في مجلة "أدب ونقد" القاهرية، وبعد حصولها على الماجستير في الأدب العربي بعنوان "التناص الصوفي في شعر أدونيس"، ومن بوسطن انتقلت إلى كندا، حيث تعمل أستاذا مساعدا للأدب العربي ودراسات الشرق الأوسط في جامعة ألبرتا.
إيمان مرسال أقامت 2012 في برلين كأستاذة متفرّغة لإنهاء كتابها "أمريكا في كتابة الرحلة العربية"، وهو تطوير لرسالة الدكتوراة التي حصلت عليها في 2009 من جامعة القاهرة.
تُرجمت مختارات من عمل مرسال إلى أكثر من 22 لغة آخرها اللغة الهندية، قدمها الشاعر "جيت شاتورفيدي" في نوفمبر 2012، كما صدر لها "المشي أطول وقت ممكن" مطلع 2013 باللغة الإسبانية عن دار نشر "هيوجرا وفيرو"، ترجمة "لورا سالجورو" و"مارجريتا أوزاريو مندز".