التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:38 ص , بتوقيت القاهرة

يعني إيه "فيمينست"؟

بكتابة "feminist" على محرك البحث "جوجل" سوف تحصل على أكثر من 50 مليون نتيجة، اللفظ الذي يقابل "نسوية" في اللغة العربية، تم تعريبه إلى "فيمنست" وتداوله على نطاق واسع، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الغموض مازال يحيط به لدى الكثيرين.


نشطاء عرب في مجال الدفاع عن حقوق المرأة يتحدثون لـ"دوت مصر" عن مفهومهم للنسوية، والدور الذي تلعبه، والذي يجب أن تمارسه:


النسوية لا تعني النساء!


في البداية تؤكد المخرجة السورية، دارين حسن، أن النسوية لاتعني النساء، كما يعتقد الكثيرون، ولكنها فكر قائم بذاته يساند حقوق المرأة ويدعي لتفعيل دورها التنموي والعملي الكامل في المجتمع ويلغي الوصاية الذكورية ويخرجها من صورة السلعة الجنسية الذكورية، ليطالب باحترامها كإنسان حر في اختيار مصيره".



وتضيف، مخرجة فيلم "خبز وحديد" الحائز على الجائزة الأولى في مسابقة الأفلام القصيرة في كاليفورنيا 2014: "الفكر النسوي يولي اهتمامه للمستضعفين عموما في المجتمع، وليس المرأة فقط، ويبحث عن مساواة حقوقها القانونية، الاجتماعية، العلمية والمهنية بالرجل.


وأشارت إلى أن النسوية تسعى لإخراج المرأة من الفكر السلعي، الذي يجعلها شرف الرجل أو خصوصية الرجل التي تسبب أغلب حالات الاغتصاب والعنف والقمع ضد النساء.


واختتمت، "أدمن" صفحة "النسوية في الجنس والسياسة"، حديثها بالتأكيد على أن "النسوية" لديها تاريخ طويل وحركات مختلفة، ومناضلات عالميات، وليست حدث جديد كما يظن البعض، ولكنه جديد بالعالم العربي فقط، مشددة على أن الفكر النسوي لا يشمل فقط النساء بل الرجال النسويين المسانديين للمرأة أيضا.


رجال نسويون


الشاعر التونسي الشاب، محمود الإبراهيمي، يرى أن الدور الذي يلعبه نشطاء حقوق المرأة العرب أصبح مشوها، نتيجة استغلال بعض الجهات لمفهوم تحرير المرأة، لتحقيق مصالح سياسية وانتخابية، أو استعمال المفهوم كسلاح ضد أي خصم سياسي، وخاصة الخصوم ذوي التوجهات الدينية.



وتابع: "نحن الآن نمر بمرحلة حشو الأفكار برؤوس النساء وإذا حالفنا الحظ يمكن في يوم من الأيام أن تكون هناك ثورة نسائية"، لا يخفي "أدمن" صفحة "الأنثى إنسان"، أمنيته، مؤكدا أنها "ستكون ثورة فكر لا ثورة شوارع".


العمل ضمانة الاستقلال


الصحفية المصرية، مي الصباغ، تنظر للجانب الاقتصادي من القضية، مؤكدة أن حقوق المرأة مرتبطة بوضعها الاقتصادي والعلمي، فإذا زادت درجة تعليمها وامتلكت مصدر دخل يوفر نفقاتها الشخصية، أصبحت قادرة على الحفاظ على استقلاليتها وكرامتها.


لا تغفل "الصباغ" دور التربية والتنشئة منذ الطفولة في الأسرة: "فأنثى تنشأ في أسرة تعاملها على إنها إنسان كامل الأهلية، قادر على  القيادة والاختيار وتحمل المسؤولية، ليست كأسرة تربي ابنتها على أنها نصف انسان وعلى أنها عورة".


مي تري أن مفهوم تيار "الفيمنزم"، القائم على أن محور المشاكل الاجتماعية هو ذكورية الرجال وبالتالي ذكورية المجتمع ككل، مفهوم ضيق الأفق، "فليس من المنطقي فصل وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي عن المجريات السياسية وعن وضعها الطبقي".


ولا تنكر، "أدمن" صفحة "مشاغبات كادحات"، دور التيار "النسوي" في تحريك المياه الراكدة تجاه قضايا النساء، خاصة في مصر، في ظل التجاوزات الفجة كأحداث التحرش الجماعي التي تحدث خلال التظاهرات أو الاحتفالات السياسية أو في الأعياد.