التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:08 ص , بتوقيت القاهرة

هنا الوطن!

سنعيش .


في قمة الوحشة والغربة والألم.. لن يقتلنا البرد والخوف، سوف نجد في أنفسنا ما ندافع به عن حياتنا التي لا تأتي إلا مرةً واحدة، سوف يطرح الشوك زهورا ملونة.. والخوف دهشة موحية.. والليل نهارا دافئا، لا تيأس ولا تمت وأنت على قيد الحياة، هناك دائما نافذة نور سوف نطل منها على الأيام التي لم تأت بعد.


ما نمر به هو سحابة مؤقتة، تحجب الضوء لكنها لا تمنع الحقيقة، تؤجل النجاح لكنّها لا تصادره، تحذف الأيام السعيدة لكنّها لا تقتلها، تجعل الصعاليك كبارا لكنّها تدخر للكبار مساحة سوف يحتلونها في يوم ما.


هنا وطن كبير تحميه دعوات الفقراء والغلابة وصلوات الفجر في بيوت أهل البيت، ودعاة الحب الذين يؤمنون أن الله يراقب ويرعى ويكافئ الصابرين الصادقين الصامدين، لن يبقى الحال على ماهو عليه مهما كان اليأس ومهما كانت صعوبة الحياة، ستعود قيمة العمل وتتسع رقعة الاحترام وترعى السماء أحلامنا الممكنة.


لا تبكِ ، لاتنكسر، لاتستسلم، لاتترك الظرف البائس يغتال أروع ما فيك، استعد لتحصل على حقك في الحياة، لا تترك قلبك يصبح غصنا بلا أوراق خضراء، لا تقتل بنفسك أجمل ما في نفسك، حاول أن تكون إنسانا مميزا مختلفا، احتفظ بقلبك شجاعا وبعقلك مستيقظا وبأحلامك بكل قواها، ازرع شجرة لتحصد ثمارها، لاتنجرف في تيار المفسدين في الأرض، لا تضع عمرك فى فوهة بركان الإحباط ، النهاية هى بداية صفحة جديدة، وكل آخر هو أول سطر لم يكتب بعد!


لا تنظر حولك، انظر فوق إلى السماء فهى أروع وأرحب وأكثر صدقا وصفاء، تعلم منها الحرية كما العصافير المغادرة في الشتاء لتعود في الربيع، اقتبس منها النور والسعادة، احصل منها على حقك في الحياة، اجعل نفسك عملاقا في زمن الأقزام، حكيما في سنوات الجنون، قادرا في أيام اليأس!


قل يارب تجد الله بجانبك، يمنحك طاقة هائلة لتصبح كما تريد لا كما يريد لك الآخرون، قل يارب وسافر نحو هدفك ولن يخذلك الله، من ينتظر الخير يرزقه الله خيرا، ومن يأمل حبا يمنحه الخالق قلبا قادرا على الحب، ومن يريد السعادة يمد الرحمن له حبلا يرفعه إلى الانتصار!


حين يصبح اليقين هو خبزك ودعاؤك وصلاتك وعملك وعلمك.. يؤكد لك الله أنك اخترت الصواب حتى لو كان كل ما حولك هو الخطأ، لا تجعل الصور المهزوزة مثلك الأعلى فتترك كل ما في نفسك من جمال وتسير في الطريق إلى الجحيم.


ثق في نفسك إلى أبعد الحدود، وتذكر أن الذين غيّروا صفحات التاريخ بشر مثلك، والذين قهروا الأيام الصعبة هم من نفس اللحم والدم والعرق، لكنّهم آمنوا أن في داخلهم سر يمكن تفسيره وتحقيق المستحيل به. كل بقاء هو في الأصل طاقة نور صغيرة، وكل نجاح هو في الأصل فكرة بسيطة، وكل قصة حياة هي في الأصل كلمة على سطر!


الهزيمة تأتي لمن ينتظرها، القهر يأتي لمن ينحني للعواصف، والموت يأتي لمن أغلق عينيه في وجه الشمس، ابحث داخلك عن قارب نجاة تنجو به كما سفينة نوح، ابحث في مخزنك الثري عن حُلم مهمل أو قوة محفوظة أو ورقة دونت عليها رغباتك الأولى في الحياة.


لا تقف في مكانك.. تحرك للأمام، اكتشف التفاصيل الصغيرة التي تجعل منك إنسانا، وانفخ عنها التراب، تعامل معها على أنها ثروتك الكبيرة التي لا يملكها إلا أنت، غادر مقاعد الكسالى والمتقاعدين إلى ميدان الإبداع، كل يد تعمل هي التي يحبها الله، اصنع خيرا وأنساه، خبزا وقدمه لمن حولك، خيوط من حرير وابتسم فى وجه الحياة.


الحياة التي تتمناها.. تأتي فى اللحظة التي لا نتصور أنها قادمة، وتولد في اللحظة التي نبحث فيها عن أشياء أخرى قد لاننتظرها، والطابور الطويل الذي نقف فيه دون أمل في الحصول على ما نريد سوف يتحرك فجأة للأمام بسرعة مذهلة.