كتاب أسباني يربط فكر الإخوان بالعنف والإرهاب
أصدرت إحدى دور النشر في أسبانيا كتابا باللغة الأسبانية تحت عنوان "الإخوان المسلمون"، من تأليف الكاتب الأسباني سيرخيو كاستانيو ريانيو.
وعرض مؤلف الكتاب، الذي يقع في ستة فصول، عددا من الموضوعات المتعلقة بالإسلام، والتيارات الإسلامية، والحركة الفكرية للإخوان المسلمين، وعملية انتشار الحركة دوليا، وموقف الإخوان من العنف، والمشاركة السياسية للإخوان ونفوذهم في أوروبا.
واستعرض الكتاب تحليل تطور الحركة الدولية للإخوان، وتاريخ عدد من المنظمات المرتبطة بفكر المؤسس حسن البنا، وعلاقتهم بالإرهاب الجهادي، فضلا عن الخلط بين الإسلام وشموله، وبين تلك التيارات وتأثيرها السلبي نتيجة لأعمال العنف التي ارتكبها الإرهابيون.
ويقول المؤلف إنه لا يمكن إنكار أن التنظيم السري للإخوان قام بممارسة أعمال إرهابية، وتناول الكاتب ظهور الجماعة عام 1928 بزعامة مؤسسها حسن البنا، والهدف من وراء تلك الجماعة من أجل إقامة ما يسمى بالدولة الإسلامية المنشودة، تسعى من خلالها القضاء على النظم السياسية، والسماح للجماعات الإسلامية للوصول للحكم، ثم تهيئة الأجواء للسيطرة على مؤسسات الدولة، وفي مفهوم تلك الجماعة لا تكون السيادة للشعب، وبالتالي رفض كل أشكال الديمقراطية.
كما أوضح "ريانيو" أن التاريخ يكشف العديد من أحداث العنف التي تورطت فيه جماعة الإخوان، والأفكار المتشددة التي تبنتها تلك الجماعة، ومن ضمنها وجوب المواجهة المسلحة مع الحكومات التي تعتير في وجهة نظرهم كافرة، فضلا عن القيام بسلسلة من الاغتيالات، وفي مقدمتها اغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء، والقاضي أحمد الخازندار، ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عام 1954.
فضلا عن القيام بعدد من أعمال العنف المسلح في سوريا من خلال تكوين جماعات مسلحة صغيرة تقوم بالاعتداء بشكل مباشر على كبار المسؤولين بالحكومة، ووفقا للمؤلف فإن الكثيرون يرون أن حماس صنيعة الإخوان المسلمين.
ويتحدث الكاتب عن الدور السياسي للإخوان، ويقول إنه بمجرد تحليل تطور المشاركة السياسية للإخوان في الشرق الأوسط، يمكن إثبات أنه بالرغم من وجود نفس المبادئ الفكرية، إلا أن كل فرع من فروع الإخوان كان يوائم نشاطه السياسي بالمحيط الذي يعيش فيه.
واستعرض الكاتب الأسباني تطور جماعة الإخوان في الشرق الأوسط، حيث تطور فكرهم ليصل إلى الدول الغربية، حيث كانوا ينظرون إلى الغرب على أنه سبب كل المصائب والشرور التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي، وأن الغرب "دار حرب" ثم تحول الغرب فجأة إلى "دار دعوة" لنشر الإسلام وتخلي جماعة الإخوان عن بعض مبادئهم للوصول إلى أهدافهم.
ووفقا لسيد قطب الذي يعد المنظر الأساسي لفكر الجماعات الإسلامية المتشددة فإنه كان يهدف إلى قتال كل من في العالم الغربي والمجتمعات العلمانية والحكومات الكافرة التي تسيطر على العالم الإسلامي، وعندما انتشر العمل الدعوي في ألمانيا، فقد أدى فكر جماعة الإخوان في عدد من القضايا إلى تفسيرات متطرفة، وقد استغلت بعض الجماعات الجهادية المساجد في ألمانيا لنشر فكرها، ومن هنا برزت الجهود التي بذلتها المنظمات الإسلامية المعتدلة لتوضيح موقفها والابتعاد عن التطرف والتعصب.
ثم استعرض الكاتب بشكل مفصل تطور دور جماعة الإخوان في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا واسبانيا، كما يؤكد الكاتب أن الالتزام الذي تبديه الجماعة نحو القيم الديمقراطية ونبذ العنف يتعارض مع الدعم المستمر للعمليات الإرهابية التي ترتكبها حماس، وكذلك تبرير العمليات المتطرفة في العراق وأفغانستان ضد القوات الدولية.
وهنا يتساءل الكاتب هل الإخوان تخلوا عن مبادئهم من أجل تحقيق أهدافهم واتباع استراتيجة للسيطرة على اللعبة السياسية، حيث يقول إنهم وجدوا في السياسية الطريق الوحيد والسريع لتحقيق أهدافهم، وقال إنها مجرد محاولة لبسط نفوذهم والتقدم بشكل تدريجي نحو تحقيق أهدافهم، وإنه لا ينبغي أن يتم النظر بأن هناك تطور إيجابي في فكر الإخوان، لأن الإخوان منذ البداية يدافعون عن فكرة استعادة الخلافة لتحل محل العلمانية والرأسمالية اللتين تحكمان العالم حاليا ويتبنون الفكر الإرهابي والعنف لتنفيذ مخططاتهم.