احذري.. القصص العنيفة تخلق طفلا عديم الرحمة
أثار درس الطيور والصقور في كتاب اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي، استياء الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها الفيس بوك وتويتر، مؤكدين أن هذه المناهج الدراسية تخلق "دواعش" صغيرة، وتهدد بتنشئة جيل عنيف.
الكارثة أكبر من هذا
كل ما حولنا يزرع العنف في نفوس الأطفال، فما بين الأحداث الدامية، وانفجار الكثير من القنابل وخصوصا التي تزرع أمام المدارس، مرورا بمجموعة الأفلام السينمائية التي ظهرت مؤخرا، وتجعل من البلطجي "فهلوي"، وقادر على الانتصار.
وأيضا الأخبار حول العالم، والمشبعة بالكثير من المواقف العنيفة والقتل والدموية، انتهاء بطريقة التعامل بين الأم والأب أمام الأطفال وأفراد الأسرة.
تحذيرات عالمية
حذرت مؤسسة "صحة الأطفال" بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا، بأن مشاهدة التلفاز لفترة طويلة قبل بلوغ الأطفال سن 4 أعوام يزيد من احتمالية الإصابة بصعوبات الانتباه فيما بعد.
كما أن الأطفال ما قبل المدرسة والذين يقضون أكثر من ساعتين أمام الأجهزة الإليكترونية، مثل اللاب توب، والتلفاز، والتاب وغيرها، يعانون من السمنة والبدانة المفرطة، فضلا عن زيادة العنف.
العنف يولد طفلا عديم المشاعر
تقول الدكتورة صافيناز عبد الغفار، أخصائية الأمراض النفسية والعصبية، إن مشاهدة أو التعرف إلى المواقف العنيفة يخلق نوعا من "التعود" داخل نفسية الطفل، وبالتالي يعتقد أن هذا جزءا من الحياة الطبيعية، فيصبح متحجر القلب وعديم المشاعر ولا يشعر بأوجاع الآخرين.
وهناك مثال شهير يدل على تأثر الأطفال بالعنف، عندما أبلغوا طفلا بأن عمه قد توفي، كان السؤال الذي طرحه: "من قتله؟"، وكأنه لا يوجد أي حدث يمكن أن يمر بدون عنف.
يخلق دواعش كثيرة
وفي نفس السياق، يضيف الدكتور خالد الدمراوي، أخصائي تعديل السلوك للأطفال والمراهقين، إن زيادة جرعة العنف لدى الطفل تجعله ينطلق في اتجاهين.
الأول، يصبح الطفل جبانا ويخشي العالم المحيط به، وبالتالي ينمو ضعيف الشخصية، وغير قادر على مواجهة الحياة.
الثاني، وهو أن يضحى الطفل عدائيا بشكل واضح، خاصة مع من هم أصغر منه، حيث يتحرش بأخيه الأصغر، أو زميله الأضعف.
وهذا ما يظهر بوضوح في الشوارع خلال الفترات التي تعرض أفلام عنيفة، من أمثال عبده موتة، وقلب الأسد، وغيرها من الأفلام التي تزيد نسبة العنف في الشوارع بعد عرضها.
الأسوأ هو أن يوضع لها مبرر
ويؤكد الدمراوي أن من الأسباب التي تؤدى إلى تقبل فكرة العنف لدى الأطفال هي وجود مبرر، فالعنف الذي يأتي من جانب البطل القصة، هو عمل بطولي، أو أن يكون العنف بهدف مساعدة الآخرين، وفى بعض حلقات الكرتون قد يكون العنف مصحوبا بالضحك والمزاح.
كيف نحمي أطفالنا؟
ويوضح الدمراوي أنه يجب أن يدرك الأهل أن العنف جزء من حياتنا، ولكنه ليس كل الواقع، وهذا ما يجب أن يفهمه الطفل، كما يجب توضيح الفرق بين العنف الحقيقي، والعنف المزيف أو التمثيل.
ويفضل أن يخضع كل ما يشاهده الطفل أو يتابعه من كتب أو برامج تلفزيونية، أو ألعاب لمراقبة الأهل، والتأكد من محتواها قبل أن يتابعها الطفل، كما يجب الشرح في حالة وجود مشهد غير معروف.