غسان مطر.. رحيل الكوتش الشرير المناضل
بعد فترة غياب كبيرة ظهر الفنان غسان مطر مع النجم الشاب أحمد مكي وقال الإفية الأشهر "باي باي يا كوتش" في فيلم لا تراجع ولا استسلام، وبعدها ظهر مرة أخرى في العديد بعض الإعلانات التجارية مستغلا "الإفية"، وبعيدا عن هذا يعد غسان مطر توليفة خاصة لفنان موهوب بملامحه وصوته ولغته العربية الجيدة.. "دوت مصر" يرصد في سطور التالية مشوار "الكوتش".
البداية فى القاهرة
غسان مطر واسمه الحقيقي عرفات داود حسن المطري، فلسطيني الأصل ولد عام 1938 في يافا بفلسطين، وتم تهجيره على يد الاحتلال إلى شمال لبنان بمخيم البداوي للفسلطينين اللاجئين، عشق منذ صغره الفن والتمثيل وشارك في العديد من الندوات الفنية في لبنان، وبعدها انتقل إلى القاهرة هاربا من لبنان في زي راهب مسيحي، نتيجة لبعض الخلافات السياسية وقتها.
وكانت أولى أعماله فى التلفزيون من خلال مسلسل "دائرة الضوء"، وكنتيجة لملامحه القوية الحادة الصارمة وصوته الأجش حُصر بأدوار الشر، التي تميز بأدائها ببراعة شديدة وحقق من خلالها الشهرة والنجومية.
.
البداية السينمائية بعيدا عن الشر
قع اختيار المخرج الراحل حسام الدين مصطفي على الشاب فلسطينى الأصل غسان مطر ليقوم بدور عبدالله بن المعز، أخو الشيماء شادية بني سعد، خلال أحداث فيلم الشيماء، التي قدمت بطولته سميرة أحمد وأحمد مظهر.
ولكن حين شاهده المخرج نيازي مصطفي طلبه لآداء دور شرير في فيلم "المتعة والعذاب" بطولة شمس البارودي وحسن يوسف وسمير صبري، ليؤكد براعته ويُذاع صيته في أدوار الشر من خلال مشاركته في فيلم آخر هو "السلم الخلفي" بطولة مرفت أمين وحسن يوسف وإخراج عاطف سالم.
وفي مفارقة مضحكة، اتصل المخرج حسام مصطفى بغسان مطر بعد أن توسع فى أداء أدوار الشر ببراعة، وقال له مازحا: "بقى أنا جبتك تمثل دور أخو الرسول الطيب في فيلم "الشيماء"، رايح تعمل كل أدوارك بعد كده شر؟!".. فرد غسان ضاحكا: "يعنى أرفض الشغل يا أستاذ".
غسان مطر المناضل
يجة لتهجير غسان مطر على يد الإسرائيليين وقت احتلال فلسطين كان دائما يشعر أنه حامل رساله شعب مقهور، فشارك بالعديد من الأعمال النضالية على أرض الواقع، وفي الأعمال الفنية أيضا مثل "كلنا فدائيون" 1969" و"الفلسطيني الثائر" 1969 و"الأبطال عباس" 1974 و"فتاة من إسرائيل" 1999.
وتعرض غسان مطر إلى فاجعة قوية وهى مقتل عائلته بالكامل على يد جيش حافظ الأسد فى الثمانينات بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حسب تصريح له خلال برنامج "مصر في يوم: مع منى سلمان على قناة دريم، مضيفا أن زوجته وابنه ووالدته كانوا من أوائل ضحايا الحرب، وقال إنه كان مستهدفا من الاحزاب والطوائف المتناحرة التى كانت في لبنان وقتها.
وعن حادثة مقتل عائلته قال غسان مطر: "كان هناك خلاف عميق بين نظام حافظ الأسد وياسر عرفات، وكنت جزءا من هذا الخلاف، لأني كنت المعلق الصوتي وقارئ التقارير السياسية التابع لياسر عرفات الذي كان دائم الانتقاد للنظام السوري"، مشيرا إلى أنه وقت الحادث كان فى مصر يصور مسلسلا بعنوان "محمد رسول الله" مع المخرج أحمد طنطاوي.
وتابع: "في تمام الساعة السابعة صباحا كنت أقوم بحلاقة ذقني والاستماع لراديو "مونتي كارلو" الذي اعتدت على سماعه يوميا، وفجأة سمعت خبر اغتيال عائلة المناضل الفلسطيني الفنان غسان مطرابني وبناته وزوجته وأمه، ولكن أبلغوني من بيروت في المساء أن بناتي الثلاث لازلن على قيد الحياة وأنهن موجودات عند "نبيه بري" رئيس مجلس النواب فيما بعد، الذي أكن له كل احترام، إضافة إلى السفارة المصرية التي أخذت البنات وسفرتهن على أول طائرة إلى القاهرة.
مؤخرا تضاربت الأنباء حول وفاة الفنان غسان مطر بين التأكيد والنفي، إلى أن رحل عن عالمنا اليوم الجمعة، عن عمر 77 عاما بأحد المستشفيات.