هؤلاء غنوا للكيف.. حشيش ومخدرات وسجاير
أثار القرار الجمهوري، الذي يقضي بضرورة رفع الضرائب بنسبة 50% من سعر البيع الحالي للسجائر جدلا كبيرا، فأصبحت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي لا حديث لها إلا عن "الكيف" وارتفاع أسعاره.
"دوت مصر" رصد بعض الأغاني، التي تناولت "الكيف"، باعتباره المتعة المحرمة، التي تُذهب بالعقل والمال، وبعض الأغنيات تناولت الموضوع بشيء من الفكاهة والكوميديا. ومؤخرا اتجهت أغاني المهرجانات نحو التحذير من تعاطي المخدرات، عن طريق تقديم "الموعظة" بشكل غنائي مبتكر.
سيد درويش
إشكالية التدخين وتعاطي الحشيش كموضوع في الغناء المصري ليست جديدة، فسيد درويش سبق وتناول موضوع الكيف في أغنيات "التحفجية" و"الصهبجية" و"الكوكايينجية"، التي أعاد غناء بعضها الشيخ إمام، وسيد مكاوي، وأيضا الفنان محمود عبدالعزيز غنى "الصهبجية" في فيلم "الكيت كات".
لكن يبدو أن لسيد درويش رأيا مغايرا عن أضرار الكيف، فقد تمثل ضرره الوحيد بالنسبة له في ساعة "كبسة الحكومة" على الحشاشين وإهانتهم، فيما عدا ذلك، الحشيش سبب للمزاج والسلطنة كما يراه درويش.
شعبان عبدالرحيم
تفصل بين زمنيّ سيد درويش وشعبان عبدالرحيم عقود طويلة، لم يظهر فيها موضوع غنائي واحد يناقش التدخين بنوع من التحذير والتوعية، هذا ما أدركه "شعبولا" الذي بدأ ثورة شعبية جديدة في الأغنية مع نهاية التسعينيات وبدايات الألفية الجديدة، حين قدم "هبطّل السجاير وأكون إنسان جديد"، ليستمر بعد ذلك في تناول مشكلات المجتمع المصري، خاصة في المناطق التي يسودها الفقر.
وتنوعت الموضوعات التي اختارها شعبولا، لتشمل معاناة المواطن العربي أيضا.
الفن الشعبي
رمضان العربي أحد مطربي الأغاني الشعبية، وصف الكيف بأنه "مصيبة"، ولم يجن من تعاطي المخدرات سوى النتائج السلبية، وهو ما تغنى به "أنا اللي كنت بصلى وأصوم، وراضي دايما بالمقسوم، جاني الشيطان لف عليا، وأتاري نفسي الأمّارة، ورتني باب الخمارة".
في المقابل، محمود الحسيني الذي ذاع صيته كأحد أهم مطربي اللون الشعبي، ألقى باللوم في أغنية "سجارة بني" على أصحاب السوء، الذين ورطوه في تناول الحشيش، واكتشف مصيبته حين واجه ثقل دماغه، وتخيل أن الشارع الخلفي أصبح أمامه، وأصبح يتعثر في الحديث وهو على طرف لسانه، ولم يستطع الرجوع لمنزله، وتمنى لو أنه لم يتعاط الحشيش.
الحسيني قدم عدة أغنيات كان موضوعها الوحيد تعاطي المخدرات، وحملت تلك الأغنيات مضمونا عن قصص التائبين والنادمين، الذين عاشوا حياتهم أسرى للسكر والعربدة كما في أغنية "العبد والشيطان".
وصّور الحسيني حال السكّير بمنتهى القسوة والإهانة، حين رصد مشهد الترنح، والشرود والهلوسة التي تصدر من المدمنين في أغنيات مختلفة مثل "حجرين عالشيشة" و"أنا شارب 3 ستيلا".
المهرجانات
هناك طبقة مختلفة من المطربين في مصر تنتمي لطبقات فقيرة وأحياء بسيطة في المجتمع، لكن الفقر لم يمنعهم من تطوير موسيقى الراب وتحويلها لما يعرف اليوم بـ"المهرجانات"، مع إكسابها صبغة مصرية مميزة.
لم يكن الفن الذي قدمه هؤلاء مجردا، أو دون وعي، فقد لمس الكثير منهم معاناة الفقراء في بعض الأحياء العشوائية، وتعايشوا مع مشكلات أساسية انعكست على موضوعات أغنياتهم، وإن كانت مشكلة المخدرات بحسب غنائهم، هي الشبح الأساسي والمتهم الأول في كل سلوك الانحراف، الذي يسود المجتمع. من تلك الفرق ظهر "أوكا وأورتيجا"، وفرق "السادات" و"المدفعجية" وغيرهم.
تمرد على الواقع
بعض فرق موسيقى "الروك" المصرية تناولت المخدرات من زاوية التمرد، وهو حال "لوكا"، الفتاة التي عبرت عن تمردها بنبرة تهديد، وهي ترمي بعرض الحائط قوانين مجتمعها الصارمة ضد القيود على المرأة، وتقول "أنا هعمل الصح وأشرب حشيش".