قضية عادلة!
رغم أن المسرحية تحمل اسمه، إلا أن يوليوس قيصر ليس البطل الحقيقي لمسرحية شكسبير. البطل الحقيقي للمسرحية هو ماركوس بروتس، والذي خلد شكسبير ذكراه بجملة على لسان قيصر الصريع "حتى أنت يا بروتس".
صارت الجملة لقرون أن تكون قصة عن الخيانة لم تكن جملة قيصر هي الختام. أتى مقتل قيصر في إطار التطور الدرامي للأحداث التي بدأت ببروتس وكاسياس وحديث عن هموم الوطن "روما". نقل فيه كاسيس مخاوفه من "طموح" قيصر لبروتس الذي بدوره كان لديه نفس المخاوف رغم اختلاف الأسباب. تتطور الأحداث وينجح كاسيس في إقناع بروتس للانضمام لأعضاء مجلس الشيوخ المتآمرين لقتل قيصر وإنقاذ روما من طموحه.
كان بروتس رجلًا نبيلًا وكان يفخر بانتسابه لبروتس مؤسس الإمبراطورية الرومانية. لم يبذل كاسياس الكثير من الجهد لإقناعه بالانضمام لفريق المدافعين عن الجمهورية أمام تصاعد خطر تتويج قيصر ملكًا.
وفي الميعاد المتفق عليه أنقذ بروتس روما من خطر الطغيان (أو هكذا ظن). وعلى جثة قيصر وقف بروتس النبيل داعيًا زملاءه " هلمُّوا معشرالرومان فانحنوا، ودعونا نغمس في دم قيصرأذرعنا إلى المرافق، ونخضب أسيافنا؛ لنسرِ جميعًا بعد ذلك إلى مكان السوق فنهز نصالنا الحمراء فوق رءوسنا، ثم لنصيح: مرحبًا بالسلام والعزة والحرية".
كان بروتس يصنع التاريخ ولم ير في قتله قيصر خيانة لأنه كان من أجل "قضية عادلة". وقال فيما قال في خطابه أمام جماهير الرومان بعد موت قيصر: "إذا سألني أحدهم لماذا كان بروتس ضد قيصر ستكون هذه إجابتي. لم يكن بروتس ضد قيصر لأنه لم يحب قيصر. بروتس أحب قيصر ولكن بروتس أحب روما أكثر".
فمن أجل روما كانت الخيانة. ومن أجل السلام والعزة والحرية أريقت دماء قيصر. لم تأت دماء قصير لا بعزة ولا سلام ولا حرية. كانت دماء قيصر إيذانًا بإراقة المزيد من الدماء من أجل ذات القضية العادلة: "روما". وقضت طعنة بروتس على الجمهورية التي ظن أنه بها يُنقذها!