التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:50 ص , بتوقيت القاهرة

الطيب صالح.. عبقري الأدب السوداني

"أي ثمن باهظ يدفعه الإنسان حتى تتضح له حقيقة نفسه وحقيقة الأشياء؟".. بهذه العبارة السابقة يُمكن البحث في عالم الأديب السوداني الراحل الطيب صالح، الذي جعل من الأدب السوداني علامة فارقة على خارطة الآداب العالمية.


ولد الطيب صالح في 12 يوليو عام 1929 في منطقة "مروي" شمال السودان، بقرية "كرمكول"، بالقرب من قرية دبة الفقراء، لأسرة تعمل في مجال الزراعة. درس المرحلة الابتدائية في منطقة "وداي سيدنا"، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم لاستكمال دراسته، وحصل على البكالريوس في العلوم قبل أن العاصمة البريطانية "لندن" ويدرس العلوم السياسية.


ساهم الطيب صالح بشكلٍ واضح في تطوير السرد السوداني، فبدأ رحلته الأدبية منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، في المختارات الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة آفاق (ضو البيت، مريود، عرس الزين، بندر شاه)، وفيها يحاول الطيب صالح استكشاف البيئة السودانية بكل ما فيها من تجليات وفلكور لعادات الناس اليومية.



أما في عمله الخالد "موسم الهجرة إلى الشمال"، فقد أبرز من خلال شخصية مصطفى سعيد الصدام الحضاري بين الشرق والغرب، ومشكلة الاغتراب، وكذلك التعددية العِرقية والثقافية داخل المجتمع الواحد. وبالرغم من أن تلك الرواية كُتبت خلال فترة الستينيات إلا إنها نالت شهرة واسعة، وأدرج البعض الأعمال الأدبية السودانية الأخرى تحت عباءتها.


وفي عام 2001، منحت الأكاديمية العربية بدمشق لقب "أهم رواية عربية في القرن العشرين" لـ"موسم الهجرة إلى الشمال"، والتي تدور أحداثها حول مصطفى سعيد، بطل الرواية، الذي يحاول أن يقام الاحتلال البريطاني الذي أسر بلاده، فيقرر الذهاب إليهم وغزوهم عن طريق فحولته الجنسية.


وقد قامت دار نشر "بنجوين" بإصدار نسخة مترجمة من الرواية ضمن سلسلة الأدب الكلاسيكي العالمي.


إن الروافد الثقافية المتعددة للطيب صالح جعلته يطوّر من أساليبه ومهاراته الفكرية، بالإضافة إلى عِشقه للمتنبي الذي قال عنه "إنه من أفضل شعراء الإنسانية".



وفي عام 2010، أُطلقت جائزة الطيب صالح للإبداع الأدبي، قبل أن يتوفى في 18 فبراير عام 2010، ثم نُقل جثمانه إلى السودان ودُفن في أرض وطنه.