مغلق للتحسينات!
أنا مثلك، عندي أمل في السعادة، لكني مجهد من اليأس والصخب والزحام وكثرة الكلام عن الإحباط والاكتئاب، مثلك.. أتمنى، حياة تشبه ما يفعله قارب صغير وهو يمضي في بحر كبير، يفتح طريقا طويلا بضجة تُشبه إيقاع رقص الأطفال وضحكهم.
مثلك، عندي أمل أن يكون اليوم الذي يبدأ أجمل أيام حياتي، واليوم الذي أنتظره غدا بداية حياة أجمل.
مثلك.. أحب مشهد السماء وهي صافية مثل قلب أم تستقبل الدعوات بحنو وطيبة، يحب منظر الصباح وهو يجري في أرزاق الناس بتفاؤل، يحب أن يكون بعض من الخير في نهر الحياة، وهو يسعى إلى أرض خصبة.
مثلك، غاضب من حالي، مرهق من صعوبة المشوار، مغلق لتحسينات في النفس لا تنتهي، أعلق آمالا على أشجار على وشك السقوط، مثلك، أقاوم أحيانا وأسقط أحيانا، أطفو أحيانا وأغرق أحيانا، أفهم أحيانا وأجهل كثيرا.
مثلك، أريد.. وأقف في منتصف الطريق المقطوع أفكر في عودة مدهشة أو مواصلة مستحيلة، تبدو أهدافنا في الحياة بعيدة إلى حد أنها قد لا ترى بالعين المجردة، مثل هلال مختبئ في طفولة بين تلال النجوم المضيئة، يلعب معنا ويلهو بنا.
مثلك، لكن في كل حال، أفتش عن نقطة الضوء التي تعيش في مكان ما بداخلي، تلك النقطة التي لا تعاتبني إن نسيتها، لكنها تجدني حين أعثر عليها، نقطة ضوء تمنحني إرادة قوية على النهوض والبقاء والبحث عما أريد.
نعم، الإرادة أهم من الأمل، وتقديري أن الإرادة لابد أن تسبق الأمل، تبدو الإرادة للأمل مثل الشمس القوية الدافئة.. للقمر المظلم البارد، لا يُمكن لأمل أن يبدأ أو يولد أو يعيش بدون إرادة، في البدء كانت الإرادة ثم كان الأمل والحياة.
لا تقف مرتعشا بين ضفتي نهر، كن صادقا مع نفسك لكي تجعل للأمل الذي تبحث عنه معنى قويا.. فمن يريد شيئا يحارب من أجله كل الظروف ويلح، لا تنسى.
لا تنسى أبدا سرك الشخصيّ بأن تكون أسعد الناس، فالحياة قصيرة بدون مبالغة، وفي كل أوقاتها يجب أن تطل منها على مساحة من السعادة، تؤكد لك أن حياتك صحيحة وقراراتك صح.
كل شيء في السعادة يحتاج إلى إرادة لكي ينمو ولكي يكتمل، فأنت تملك قرار سعادتك بيدك، وفكرة سعادتك بإرادتك، وحين تترك كل شيء للمصير وللوقت للظروف، فأنت تفرط في أهم ما منحه الله، سبحانه وتعالى، لك: الإرادة.
الضعفاء، مستحيل أن تجد بينهم ناجح أو سعيد أو متزن أو مهذب أو فاضل، دائما الضعفاء هم أعداء أنفسهم وأعداؤك، لذلك نصيحة أخيرة: إذا أردت السعادة.. ابتعد عن الضعفاء ولا تكن أنت أيضا ضعيفا.
متعة الحياة.. أن تقتنص فرص السعادة بقوة من بين كل ما يمر بك مهما كان الحال.