في ممر جانبي بجوار مسجد الحسين نُصب صوان كبير، يطل على مدخل السيدات إلى المسجد، يرفع أصحابه صورة كبيرة للشيخ صلاح الدين القوصي، الذي يتجمع محبوه ومريدوه يذكرون الله وينشدون ويمدحون، احتفالا بمولد الحسين تحت شعار "ليلة في حب النبي".

يجلس كثير من الرجال والنساء في هذا الصوان، ومن لم يجد له مكانا من شدة الزحام يجلس على الأرض أو يقف في طوابير طويلة من أجل الاستماع إلى الأناشيد والمديح.

اصطحبت النساء، اللاتي بدا عليهن أنهن أتين من خارج القاهرة، أطفالهن معهن حتى يغرسن في نفوسهم حب النبي وآل البيت منذ الصغر، حتى أن الأطفال أخذوا يرددون الجمل التي تحمل كثير من المعاني في طياتها، بترحاب وسعادة وابتسامات عريضة مشرقة.

وهناك سيدات كبيرات في السن جلسن على الأرض في استمتاع، يستمعن للأناشيد، ولسان حالهن يقول: "يارب حسن الختام.. مدد يا حسين.. مدد مدد يا ابن بنت النبي".

"عقلي شرد مني"

يرتدي المنشد عمامته وجلبابه المكسويين باللون الأبيض الناصع، ويقف أمام الجميع في خشوع،  موجهين أنظارهم نحوه، يتمايلون مع كلماته يمينا ويسارا، ويرددون معه تلك الكلمات "عقلي شرد أنا من راسي حب النبي جنني"، مُعطشين الجيم، بلهجتهم الصعيدية الأصيلة.