التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:04 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| فتحي سلامة: في مصر البقاء للأرخص

لأنه موسيقار مصري له بصمته الخاصة، وينحاز فقط للموسيقى بغض النظر عن أي شيء آخر، قررنا فتح باب للحديث معه عن قرب ومناقشة كثير من الأمور المتعلقة بالفن والموسيقى بشكل خاص، إضافة إلى الحديث عما قيل عنه بأنه أساء للفن بدعمه لفرق الأندرجراوند، وهذا هو الجزء الأول من حوارنا مع فتحي سلامة.


- كان إحساسك إيه وإنت بتتكرم، وقت حصولك على جائزة الجرامي؟


حسيت إن أي حد بيعمل مجهود بياخد مقابل له، وإني بذلت مجهود كفاية، خاصة إن ألبوم "إيجيبت" أخد 5 سنين شغل.


- هل تكريمك لاقى اهتماما وحفاوة في مصر؟


إطلاقا.. مفيش أي حد هنا فاهم يعني إيه "جرامي" أصلا، وبالمناسبة عندنا في مصر "البقاء للأرخص مش للأحسن".


- هل ترى أن تقصير الدولة تجاه المزيكا عامة ولا تجاهك أنت بالذات؟


لا مفيش حاجة تخصني أنا بالذات، بس إحنا في مصر منفصلين تماما عن العالم كله في مجال الثقافة والفن بأنواعه سواء سينما أو مسرح.


- ليه مُقل في ظهورك مع الميديا؟


مش مهتم، ومش بجري إني أظهر في الميديا كتير، سواء في البرامج التليفزيونية أو أي وسيلة أخرى، لأني مهتم بشغلي، وإني أعمل مزيكا، أكتر من إني أبيع نفسي في الميديا.



- كنت بتحب الراديو وإنت صغير.. ليه هو بالذات؟


مازلت بحب الراديو على فكرة، لأن مجاله مفتوح أكتر من التليفزيون بكتير، صحيح زمان في الستينيات والسبعينيات كان التركيز أكتر على التليفزيون، بس الراديو ممكن نتابع من خلاله محطات كتير بتقدم برامج مختلفة.


- بتسمع مزيكا من خلاله كتير؟


بالطبع لأن في الوقت ده مكانش في كمبيوتر وإنترنت، فكان هو أكتر وسيلة ممكن أسمع من خلالها موسيقى العالم كله، إلى جانب إن الراديو بيكون فيه التركيز على حاجة واحدة، وهي "السمع"، فبالنسبة للوضع الحالي إحنا معندناش وقت لـ"السمع"، بقينا بنسمع بعنينا أو بوسطنا.



- الجاز ويحيى خليل.. ممكن تكلمنا عن الفترة دي من حياتك.


أنا قابلت يحيى خليل في 1979، ابتدينا نلعب "جاز فيوجن"، مع جيتاريست اسمه عزيز الناصر، هو حاليا في أمريكا، وبيز بلاير اسمه ماي كوكيوس، كان جايبه يحيى، وهو اللي جمعنا كلنا الحقيقة، لعبنا سنة مع بعض، بعدها يحيى عرفنا على محمد منير وأحمد منيب، وابتدي مشروع "شبابيك" في 1980، وده يخليني أعلق على الشباب اللي بيعملوا أغنية في 3 دقايق، لأن ألبوم منير أخد حوالي سنة شغل "بروفات وجلسات شغل".



- هل لسه ليك علاقة فنية بمحمد منير؟


بالتأكيد.. أنا معنديش أي تعليق سلبي على منير، بالعكس هو ما زال الناس بتحبه، والتغيير في الموسيقى مطلوب.


- صرحت قبل كده إن الجاز لسه مدخلش مصر وإنه صعب يتفهم.. هل الأمر ده ما يزال قائما؟


مبدئيا لازم نقول يعني إيه جاز أصلا، لأن في ناس بتخلط بين الفيوجن والجاز، الجاز الأصلي "فورم" عايز وقت طويل جدا عشان الواحد يتعلمه، بمعنى إن ممكن واحد يدرسه 30 أو 40 سنة، لكن اللي موجود عندنا هو "الفيوجن"، لأنه أبسط كتير من الجاز.



- هل المناطق الشعبية، خاصة "شبرا" أثرت فيك وفي الفن اللي بتقدمه؟


طبعا شبرا أثرت فيا وفي عيلتي كمان، واللي ماعاشش في منطقة شعبية، محسش بنبض القاهرة ولا نبض مصر، وده ساعدني جدا في بداية حياتي الموسيقية، ده غير إن أمي وأبويا كانت ودانهم موسيقية جدا، فكنت بسمع في البيت من أول الموسيقى الكلاسيك لحد بخ وبيتهوفن، والشرقي زي حفلات أم كلثوم اللي كنا بنستناها.


- واضح إن المناطق الشعبية أثرت كمان في أسماء التراكات اللي عملتها.


هو الأم بالنسبة لي من اسم المزيكا نفسها، يعني مثلا أنا بحب الآلات التقليدية المصرية زي الربابة، المزمار، الأرغول، العود، والقانون والكاولا، وده اكتسبته لأني كنت بسمع الراجل اللي بيلعب ربابة في الشارع، وأنا شايف إن مصر والعالم العربي فيه كتير من الموسيقى التقليدية القديمة، اللي بحب منها "الشيخ الفران"، وهما دول اللي شايلين معاهم ريحة مصر والموسيقى الشرقية الأصلية، صحيح أنا مش بعمل مزيكا تقليدية مصري، لكن اتعلمت منها كتير، وبلعب بقالي 30 سنة في دول كتير، فمزيكتي فيها من اللي اتعلمته في أمريكا ومن الموسيقى التقليدية.



- هل الغرب مهتم أكتر بالإليكترو ميوزيك وهل ممكن يضيف لها جزء شرقي، في ناس شايفين إن الموسيقى الشرقي هتختفي والباقي هو الإليكترو.


بالعكس الغرب مهتم بالموسيقى الشرقي جدا أكتر ما إحنا مهتمين للأسف، ولو عايزين تشوفوا تاريخ الموسيقى المصرية هتلاقوها هناك في باريس وغيرها، خاصة التسجيلات القديمة بتاعتنا، وده مش عشان زي ما بيتقال إن الغرب سرقها ولو سرقوها يبقى أحسن، لأن كان زمان الفيران بتاكل فيها هنا.


هما بيحبوا الموسيقى التقليدية بتاعتنا، زي الزار مثلا، لكن بيكرهوا الموسيقى التجارية، وموسيقى الجيل الجديد اللي طالعة، لأنها بالنسبة لهم تقليد لموسيقاهم هما، مضاف لها كلمتين عربي ملهمش معنى، ولما ظهرت الموسيقى الإلكترونية والناس أخدت منها "سامبل" وعملوا بيها ريتم هاوس أو غيره، دي طريقة محبتهاش لأنها اختصرت موسيقانا كلها في "سامبل".


- في ناس ممكن تشوف حضورك حفل لـ"أوكا وأورتيجا" شيء غريب، لكن هل نقدر نقول إن فتحي سلامة بيسمع كل أنواع المزيكا؟


أنا بحب التنوع، فبسمع الكلاسيك، والجاز، والصيني، والهندي، والليبي، والجزائري، والمغربي، وممكن أسمع أوكا واورتيجا، وببساطة أنا معنديش مشكلة مع موسيقى المهرجانات، لكن عندي مشكلة مع هما بقوا إيه؟



لأن النوع ده من الموسيقى هو تطويع لفكرة الهيب هوب والراب باستعمال إيقاعتنا، ودي حاجة كويسة، لأنها خارجة من المناطق الشعبية عندنا، والحقيقة بحترمها أكتر بكتير من موسيقى أغاني "الكاونتري ميوزيك الأمريكاني" اللي بيغني من خلالها واحد للثورة وبيشتم أمريكا والاستعمار، وبيستخدم موسيقاهم مضاف إليهم كلمتين تافهيين.



أنا مع موسيقى المهرجانات تماما، وقعدت قبل كده مع الموزع عمرو حاحا وفيفتي والسادات، بس لاقيتهم مقفولين جدا، واكتشفت إنهم تجاريين برضه، فالموضوع بقى ممل جدا ومكرر وتم استغلالهم في أفلام وغيره، فبقوا أسوأ من غيرهم.



- في بعض الناس وجهت لك إتهام بإنك "بوّظت" الفن بسبب دعمك لفن الأندرجرواند، تحب ترد على ده بإيه؟


أنا بعمل ورش موسيقية كتير لأن ببساطة أي حد بيعمل فن وبيحب بلده، لازم يسلم أجيال بعده ويعلمهم، وده اللي بعمله من 15 سنة، وكان في ناس في الورشة عندي زي دينا الوديدي، وأميرعيد  من كايروكي، ومسار إجباري، وغيرهم كتير، واللي بيجي الورشة مش برغمه على اتجاه معين، أنا بعلمه قواعد المزيكا عشان يستخدمها بطريقته هو مش بطريقتي أنا، لأني مش عايز أعمل نسخة مني.



- في رأيك.. هل فنون الأندرجراوند بتطوّر؟


خلينا نقول يعني إيه "أندرجراوند" الأول، ترجمته الحرفية إنه فن تحت الأرض، وأنا مش شايف إن اللي حاصل أندرجراوند، لأن النوع ده من الفن له مميزات بعينها، زي مثلا إنه اتجاه مختلف عن اللي ساير، وناسه عادة لها أفكار جديدة وغرضها مش الربح، وده لا ينطبق على أي حد من الموجودين، لأن الحاصل إن في ناس كتير ركبوا فكرة الثورة، واستخدموا ده عشان يتشهروا، ويعملوا فلوس، ده غير إنهم المفروض يبقوا ضد الاتجاه التجاري، لكن للأسف كلهم بقوا تجاريين أكتر من أي حد تاني، وضيفي على ده إنهم مش عايزين يتعلموا حاجة أصلا.