القبلات في السينما الأمريكية
على امتداد السينما الأمريكية، يشكل مشهد تبادل القبلات نقطة محورية، تقع دائما في منحنى التحول الدرامي، فهي اللحظة التي تدرك فيها إيفي بطلة V for Vendetta أنها منجذبة نحو V بقناعه، والتي ينقذ فيها "سبايدر مان" ماري واطسون، فتقبله دون أن تخلع قناعه، ويمكن أن تتغير الأحداث جميعها كما في Titanic بعد أن يدرك جاك وروز أنهما يتحديان تقاليد المجتمع، ويقرران أن يخوضا حربهما مهما كلفتهما من نتائج، وتصطدم السفينة، التي كانت تمثل الجَنة منذ قليل، بجبل الجليد.
تتنوع القبلة في السينما الأمريكية، فهناك الرومانسية التي يكتشفا بها بطلا العمل أنهما غارقان في الحب، وأفضل مثال هنا هو قبلة سكارليت أوهارا، وريت باتلر في Gone with the Wind.
قبلة الوداع، والتي يترك فيها أحد البطلين الآخر، مع إيحاء بأنها الأخيرة، وأنهما لن يلتقيا مجددا، كما في فيلم Gladiator حين يودع ماكسيموس زوجته بتلك القبلة، وكأنه يدرك أنه لن يراها مرة أخرى، أو قبلة وليام والاس لزوجته في Braveheart بعد أن قتلها الجنود البريطانيون، فتشعل تلك الحرب الكبرى، التي تنتهي بمقتل والاس بعد أن أذاق الممكلة البريطانية الأمرين وكسر غرورها.
هناك نوع آخر من القبلات في السينما الأمريكية، والتي تعني "لقد صرنا الآن أخوة"، وغرضها الأساسي إنهاء علاقة رومانسية بطريقة جيدة، ودون أي ضغائن بين الطرفين، ويمتلئ المسلسل الأمريكي الأشهر Friends بمثل هذا النوع من القبل.
أول قبلة في فيلم أمريكي كانت في الفيلم القصير The Kiss عام 1896، وهو فيلم مأخوذ في الأساس عن مسرحية تليفزيونية تحمل الاسم نفسه، وتدور فكرته حول شاب وفتاة يحبان بعضهما دون علم أهليهما، بينما أكثر فيلم أمريكي يحتوي على قبلات هو فيلم Don Juan المنتَج عام 1926، والذي احتوى على 191 قبلة بحسب موقع imdb، بمعدل قبلة كل 53 ثانية، بينما كانت أطول قبلة في فيلم أمريكي كانت في فيلم You're in the Army Now وكانت مدتها 185 ثانية.
دوما ما يكون للقبلة في السينما الأمريكية مغزى، ووجودها يتماشى غالبا مع الضرورة السينمائية التي يتطلبها الفيلم، وهذا لا ينفي وجود العديد من الأفلام التي تحتوى على قبلات غير مبررة دراميا، مع العلم أن القبلة في السينما الأمريكية يمكن أن تأتي لكسر حدة الإيقاع أحيانا، لكن في الغالب تكون محور أحداث الفيلم فيما بعد.