رواية "رأيتهما قمرين في المحاق" تداعب إنسانيات القارئ
يتناول الكاتب المصري أحمد الشيخ في روايته "رأيتهما قمرين في المحاق"، موضوعا إنسانيا عاما ضاربا في جذور الريف المصري، وهو العلاقة بين "الأصيل" و"الوافد" أو بين الأنا والآخر وإمكانية التعايش بينهما الذي يبدو أن لا مفر منه.
إلا أن الكاتب لا يعالج هذا الموضوع القديم بطريقة قديمة أو كلاسيكية، بل يسعى من خلال التجريب في الأسلوب التعبيري لتقديم موضوعه بطريقة جديدة ويترك للقارىء الحكم، فالمهم عنده هو الانطلاق من زوايا جديدة مختلفة عن المألوف.
فهو يخلط الأزمنة بحيث يجعل "الآتي" أو المستقبل يتكلم عن "المنصرم" أو الماضي، موضحا خفاياه ومطلقا على أحداثه كشفا وتفسيرا، ومن ذلك أن يجعل الابن الذي لم يولد بعد ولم يتزوج أبواه بعد يطلعنا على أحداث الرواية.
ويقوم بذلك من خلال ما يسميه "هوامش" مرقمة يرد كل هامش منها بعد ما يمكن أن نسميه فصلا أو أكثر من فصول الرواية. وهذه الهوامش تتجول إلى قسم أساسي من الرواية.
جاءت الرواية في 204 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن دار الهلال في القاهرة.
وأحمد الشيخ المولود في 1939 له ما لا يقل عن 37 كتابا للكبار بين روايات وقصص ودراسات وكتب أخرى فضلا عن 27 كتابا للأطفال. ومن أشهر رواياته "الناس في كفر عسكر" و"حكاية شوق"و"حكايات المدندش" وغيرها.