التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:58 م , بتوقيت القاهرة

قل والمقال بين القيل والقال.. من صاحب الفكرة الأولى

موقع "قُلْ" وجريدة "المقال"، كلاهما متخصص في المقالات فقط، فلا أخبار أو متابعات. رفع موقع "قُلْ" شعار "أول مشروع للرأي في مصر"، أما جريدة "المقال" فاتخذت من عبارة "أول جريدة رأي يومية على الإطلاق في مصر والعالم العربي" شعارا لها، لنجد أنفسنا في حيرة من أمرنا، بعدما أطلق المشروعان الجديدان حكما مطلقا بأن كل منهما الأول من نوعه، لكن عندما يحتكم الطرفان إلى تاريخ الصدور، للحكم أيهما كان صاحب الفكرة، فجاء الحكم بالأسبقية لـ"قُلْ"، الذي بدأ كحلم تحول إلى حقيقة في 7 يناير 2014، أما جريدة "المقال" التي أصدرها إبراهيم عيسي كمؤسس وناشر، فقد صدر أول أعدادها أمس الاثنين.

سامح حنين عضو مجلس تحرير قُلْ، يقول لـ"دوت مصر": "قُلْ هو أول تجربة حقيقية للرأي في مصر، وكون "المقال" جورنال مطبوع ورقي و"قُلْ" موقع إلكتروني، لا ينفي إن قُلْ هو التجربة الأولى، وإن شعار إبراهيم عيسى بأن "المقال" أول جريدة رأي، تصرف خارج عن تقاليد المهنة وأخلاقها، بحسب وصفه، متسائلا: "كيف ينسب لنفسه مجد شخصي بأنه صاحب أول جورنال للمقالات"، ويضيف "لا أرى منطق ولا ضمير ولا مبدأ ولا مهنية تتيح له أن يدعى على نفسه أنه صاحب التجربة الأول".

حنين يؤكد "لم نطلق على قل شعار (أول مشروع للرأي في مصر) إلا بعد بحث وتقصي على صعيد النوعية في مصر، وتوسعنا أيضا في الوطن، ويكتب في قُلْ كتّاب من فلسطين والمغرب والسودان ولبنان وغيرهم. ويتابع "ما يميز قُلْ إنها ليست للجيل الذي يراهن عليه إبراهيم عيسى، إنما نراهن على جيل الشباب، حتى في بدايتنا كنا ننتقد إبراهيم عيسى وأمثاله ممن يديرون الإعلام كله في مصر، يتواجد في الصحافة بمقالاته وفي الظهر في برنامج إذاعي، وفي المساء نراه في التليفزيون ليقول نفس الكلام أيضا، وكنا مستائين من سيطرة هذه الوجوه وقلنا لماذا لا يكون هناك مساحات أخرى للشباب أصحاب الأفكار الجديدة الأكثر ارتباطا بالشارع، الحدث، الثورة، الناس والقضايا وكذلك الخيال الذي نفتقده في مصر، لنخلق نقاشا حول الثوابت في المجتمع، ونكتب في كل المجالات؛ سياسة واقتصاد وثقافة وفن واجتماع وغيره".

وحول إمكانية إصدار جورنال ورقي لموقع "قُلْ"، أكد أنهم يفكرون في كل الطروحات، حتى في مجلة دورية أسبوعية، ولكن عدم وجود أي دعم أو تمويل مادي يعوقهم، مشيرا إلى أنهم يفضلون الموقع الإلكتروني على الصحافة الورقية. منوها إلى أنه وفي حال صدر مطبوع ورقي لـ قل، سيكون شعاره "أول صحيفة للرأي في مصر والوطن العربي"، لأن "قل" يعتبر أول تجربة حقيقية بشهادة الجميع، أعضاءها وكتابها وقراءها.

وعن اللجوء لاتخاذ إجراء قانوني ضد مؤسس "المقال"، قال: "لا أرى داعي لذلك، وسنمضي في طريقنا بـ"قل"، والرسالة التي سنوجهها له هي أنه غير مهني، سرق فكرة أصحابها الشباب وكذلك فكرة كل من شارك في "قل"، وهي شهادة سيسجلها التاريخ".

محمد عبدالله ندا، عضو مجلس تحرير قُلْ، أعرب لـ"دوت مصر"، عن سعادته بصدور جريدة المقال، معتبرا إياها إضافة قوية لصحافة الرأي في مصر، متمنيا صدور إصدارات أخرى سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية، إلا إنه سجل اعتراضه على الدعاية التي صاحبت انطلاق "المقال"، بأنها أول جريدة رأي يومية على الإطلاق، واستياؤه من تناسيها دور الجرائد التي سبقتها في الصدور، وهنا ذكر ندا "مدى مصر، جدلية، وموقع "قُلْ".

ندا يعود ليقول "دعنا نكون أكثر دقة وموضوعية، قُلْ في صدوره لم يقل إنه أول جريدة للرأي في مصر بل أول مشروع رأي في مصر، وهذا حتى لا نضيع حق التجارب السابقة مثل مدى مصر وجدلية، رغم اختلاف المنهج النهائي بين تلك الإصدرارات وبين ما تنتجه :قُلْ:، في حين أن القائمين على جريدة المقال نسفوا كل المجهود المبذول من قبل القائمين على جميع الإصدارات السابقة، ونسبوا لأنفسهم الريادة في هذا المجال وهذا أمر غير حقيقي على الإطلاق".

وحول مستقبل صحافة الرأي في مصر، يرى ندا أن الإصدرات التي تخرج للنور الآن جيدة ويتوقع لها المزيد، مشددا في الوقت نفسه على عدم تغافي حدوث تضييق على تلك الإصدارات إذا تعارضت مع السلطات القائمة الآن، مضيفا "بالرغم من عدم حدوث هذا التضييق إلى الآن لكن هناك شواهد تقول إنه قد يحدث في أي لحظة، لأن الدولة الآن غير قادر على تقبل وجود صوت معارض لها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلد".

حمدى أبو جليل رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، وأحد المشاركين في جريدة المقال، يقول إن "المقال" هو الأول من نوعه ليس في مصر فقط بل في العالم، وأنا أعلم بموقع "قُلْ" ولكن لم أطلع عليه من قبل، مرجحا أن يكون شعار "المقال" بأنها أول جريدة ورقية للرأي يرجع إلى أنها مطبوع ورقي وليس موقع، لافتا إلى أن هناك نية لعمل موقع إلكتروني للمقال.

وينفي أبو جليل "ليس لدي علم كيف استوحى إبراهيم عيسى فكرة "المقال" ولكني تحمست لها وآمنت بها وأتوقع لها إحداث نقلة في تاريخ الصحافة المصرية، ولكن الذي أعرفه في فكرة إبراهيم عيسى للمقال هو إعادة القارئ للجريدة الورقية. وأرى أن صحافة الرأي هي المستقبل وحتمية انقراض الخبر".

وحول ردود الفعل على الأعداد الأولى للـ"مقال"، يؤكد بأنه وجدها مبشرة من خلال المقربين له، وكذلك من خلال منافذ البيع التي نفذت منها الأعداد.

رئيسة قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعميد المعهد الدولى للإعلام، الدكتورة هويدا مصطفى، قالت لـ"دوت مصر": "ربما يقصد إبراهيم عيسى أن "المقال" أول جريدة ورقية، نظرا لأن "قل" موقع إلكتروني، وليس بالضرورة أنه استوحى الفكرة من "قُلْ"، ورجحت مصطفى أن تكون الفكرة مستوحاة من الصحافة الغربية، وذكرت في ذلك الصدد جريدة "لوموند ديبلوماتيك"، وهي جريدة فرنسية تميل إلى المقالات وتهتم بتحليل الآراء، وبالتالي، تقول هويدا مصطفى: "الفكرة ليست جديدة عالميا، وإنما عربيا فقط".

جدير بالذكر أن جريدة "المقال" يصدرها الصحفي إبراهيم عيسي كمؤسس وناشر، فيما يتألف مجلس تحرير "قُلْ" من 6 أفراد، وهم: أحمد الفخراني، وأحمد علام، وأمنية طلال شكر، وسامح حنين، ومحمد عبدالله ندا، وهبة إسماعيل.

 

 
 
 
 
 
  00:00           
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
00:00
 00:00