التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 06:36 م , بتوقيت القاهرة

حكاية الكرة والسياسة.. الألتراس مع جزار البلقان

في الحقيقة عرف العالم العديد من أحداث الشغب المتعلقة بجماهير كرة القدم، حيث تشتهر إيطاليا بذلك، كما أنه في حقبة الثمانينيات، اشتهر فريق ليفربول الانجليزي بأن جماهيره هي الأكثر تمردا وشغبا، واثنان من أكبر الكوارث الرياضية في العالم حدثت في النصف الأول من حقبة الثمانينيات بسبب جماهير نادي ليفربول.



لكن هذا الموقف السياسي الذي دخل إلى الساحة الكروية في مصر، يتشابه كثيرا مع ما حدث في صربيا خلال فترة حكم الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، فبعد ثورة يناير ومشاركة جماعات الألتراس فيها، جاءت حادثة بورسعيد.


 والآن، تحولت مباراة أخرى لمجزرة، بسبب السياسة، فنجد أصابع الاتهام تتجه ناحية جماعة الإخوان وحركة 6 إبريل، بشكل واضح وصريح في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، لتتحول مجزرة الدفاع الجوي، إلى الساحة السياسية، ومنطقة تبادل التهم، بدون أي دليل واضح.



وعلى النقيض تماما، نجد هناك أيضا وسائل الإعلام البديلة، التي يعبر فيها الشباب عما يرونه، وأيضا لا تختلف كثيرا عن غيرها، حيث يتم فيها اتهام الشرطة بأنها وراء ما حدث مساء أمس الأحد، بسبب الثورة ومشاركة الألتراس فيها، وبعيدا عن الألتراس نجد الشاعر عمرو حسن كتب قصيدة بسبب ما حدث أمس.


 



 

لم يقف الأمر عند الشباب فقط، بل علق الروائي الكبير يوسف زيدان على الحادث قائلا:


 


 


لكن ما الذي حدث في صربيا؟


كان ميلوسيفيتش الذي يلقب بجزار البلقان، سببا رئيسيا في المجازر العرقية التي شهدتها منطقة البلقان أواخر القرن الماضي، عندما تولى سلوبودان السلطة عام 1989، كانت جماهير الألتراس في صربيا من أكثر جماهير الكرة في العالم شغبا، وبدا ذلك واضحا في فترة الثمانينيات، فقد كانت مبارايات كرة القدم في تلك الفترة غير منتظمة، ولما تولى ميلوسيفيتش زمام السلطة، حارب تلك الجماعات واضطهدها، فقد كان يراها تمتلك توجها أناركيا، وسيطر عليها تماما طوال فترة التسعينيات.



أخرج سلوبودان الكرة من الملعب، وكان عليه أن يدفع الثمن، وهو سقوطه من على عرش صربيا، بدأت المظاهرات المناهضة لحكمه من مدرجات كرة القدم في عام 2000.


ففي إحدى المبارايات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، هتف مشجعو نادي زفيزدا الصربي ضد ميلوسيفيتش، وكان من ضمن الهتافات، "سلوبودان، افعل الخير لصربيا، واقتل نفسك"، بالطبع كان رد قوات الأمن عنيفا، وجاء رد فعل الجماهير أعنف، وتم الاشتباك، ثم تطور الموقف سريعا، لتصبح كل مباريات كرة القدم في صربيا عبارة عن مظاهرات ضد ميلوسيفيتش، الأمر الذي أدى في النهاية لسقوطه.



لم يتوقف الأمر بعد سقوط ميلوسيفيتش، فالسيطرة على جماعات الألتراس الجامحة أصبح صعبا، وبعد 12 عاما من سقوط ميلوسيفيتش، تسبب الألتراس في استبعاد صربيا من التصفيات المؤهلة ليورو 2012، كانت المباراة التي أقيمت في إيطاليا بين المنتخب الإيطالي والصربي، شهدت حالات شغب عديدة، وكانت متزامنة مع زيارة هيلاري كلينتون للعاصمة الصربية بلجراد، فأراد الألتراس أن يسلط الضوء على معارضة الشعب الصربي لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية من مدرجات الكرة.