<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>رغم أن العرب تقريبا هم أول من كتب في أدب الرحلات، من أمثال ابن بطوطة وياقوت الحموي وغيرهما، إن هذا النوع من  الكتابة توارى في العقود الأخيرة خلف الشعر والنثر والرواية تحديدا.</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>لكن ربما يفتح كتاب "مسافر الكنبة في إيران" للمصري الشاب عمرو بدوي، 35 عاما، بابا لغيره من عشاق السفر والترحال لتدوين تجاربهم إلى صفحات.</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>لا يقدم المؤلف الذي يقع في 496 صفحة، والصادر عن دار "مقام" للنشر والتوزيع، رحلة من النوع الذي تزخر به المكتبات عن الأماكن السياحية والفنادق وإشارات المرور وأجرة المترو، بل استطاع عمرو بدوي، رغم حداثة عهده في الكتابة، أن يقدم نموذجا يكاد يكون جديدا على المكتبة العربية، يعتمد بشكل أساسي على "المكاشفة"، نعم "مكاشفة" الذات عن الصور النمطية تجاه الآخر، خاصة أنه يحزم أمتعته و"كنبته" إلى دولة شائكة مثل إيران.</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>يلتقط "بدوي" الريبة والشك بعيني موظف الجوازات، ولا ينسى أن يورد الكم المهول من المعلومات المغلوطة عن بلد مثل إيران يجمعنا بها الكثير ثقافيا، ونبتعد عنها سياسيا.</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>ويقسم الكتاب إلى 20 بابا، استطاع أن يختزلها بدوي بعناوين رشيقة وخاطفة تصلح نفسها أن تكون عناوين روايات، "عجبا.. لم يشيعني أحد!"، "على درب ابن سينا"، "حوار متناقض مع الخميني"، "ملحد.. لكن يأكل السكر حلالا"، وغيرها. فضلا عن تضمينه بالصور الفوتوغرافية الرائعة التي التقطتها كاميرا الكاتب، إذ أن التصوير هي الموهبة الأساسية لبدوي الحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال وتحليل مالي.</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>كما تعكس الصفحات ثقافة بدوي، الذي تزوّد قبل أن يشق غباب السفر، بعدد من المؤلفات الخاصة بإيران مثل "مدافع آية الله" لمحمد حسنين هيكل، و"تأثير إيران ونفوذها في المنطقة" لإلهة روستامي، ولم ينس أن يمر على روايتي "الموت" لفلاديمر بارتول، و"سمرقند" لأمين معلوف.</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong>"مسافر الكنبة في إيران"، مؤلف جمع بين التجربة الشابة الجريئة واللغة "الحلوة"، والمعلومة "المجرّبة".. كتاب سيجعل كثيرين منا يتساءل: لماذا لا أسافر بكنبتي بعيدا عن الريموت كنترول؟</strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><b>يذكر أن الكتاب متوافر في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسيتم تخصيص حفل توقيع لعمرو بدوي يوم السبت المقبل في صالة 2، في تمام الساعة الرابعة عصرا.</b></p>