كوكب الشرق في عيون إسرائيل
بث موقع قناة (33) التابعة للتليفزيون الإسرائيلي، برنامجا خاصا للاحتفال بمرور 40 عاما، على رحيل كوكب الشرق "أم كلثوم". بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأغاني تمجيدا لذكراها. أما موقع القناة الرسمي فعلّق "أم كلثوم صوت مصر، هي رائدة الغناء العربي في القرن العشرين، خلال 50 عاما من العمل الفني سجلت خلالها مئات الأغاني واشتهرت بتدخلها في اختيار أعمالها الفنية وتأليفها".
أما صفحة "إسرائيل تتحدث العربية" الرسمية، فقد علّقت "سيدة الغناء العربي الأولى أم كلثوم تستقطب المزيد من المعجبين والمعجبات في إسرائيل الذين ولدوا بعد أن شدت الرحال إلى جنات الله الفسيحة عام 1975، مخلفة منبعا غنيا ينهل منه الكبار والصغار، العلمانيون والمتدينون، كلٌ بأسلوبه الخاص".
بينما موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فقد كتب فيه "جابريئيل فيكسي"، "تعد أم كلثوم أعظم مغنية عربية، والتي عاش عصرها الذهبي في الخمسينات والستينات. مع ذلك، نصف قرن بعدها، تبقى موسيقى المغنية المصرية الأسطورية شعبية بشكل كبير في الشرق الأوسط وما وراءه، والأمر ليس مدهش في أي مكان أكثر مما هو في إسرائيل، فرغم أنها كانت مناصرة للنخبة الحاكمة في مصر واعتبرت الدولة اليهودية عدوا، إلا أنها محبوبة هنا في إسرائيل".
وتابع "لا يتفاجئ إلعاد جاباي، عازف القانون ومدرس الموسيقى بمدرسة مصراوة بالقدس، أن لأم كلثوم شعبية كبيرة في إسرائيل على الرغم من كونها رمزا للحركة القومية العربية في القرن العشرين".
وأضاف جاباي "بالنسبة لنا، إن الموسيقى فن، والموسيقى فرح، نحن نحبها، لأن أغانيها جميلة. لقد نشأنا عليهم ونغنيهم. دون أهمية لمن كانت".
يسأله المحرر حول مواقف أم كلثوم السياسية الواضحة تجاه إسرائيل، فيقول "لم يكن هناك أبدا في إسرائيل سؤال حول إمكانية رفض أم كلثوم بسبب خلفيتها السياسية، لأن في الشرق، الموسيقى والسياسة هما شيئان مختلفان".
وقال جاباي "في العالم الغربي، تختلط الموسيقى مع القيم الروحية والسياسة والإيديولوجيا، ولكن في الشرق، الموسيقى مجرد وظيفة، مهنة تماما كما أن اليهودي سوف يذهب إلى نجار عربي لشراء طاولة جيدة.. ليس لليهود أي مشكلة بالاستماع إلى أم كلثوم. نحن نحب موسيقاها وهذا كل شيء".
على الجانب الآخر المطربة الإسرائيلية "زهافا" ذكرت في إحدى تصريحاتها أن أمنية حياتها هي غناء إحدى الأغنيات لكوكب الشرق "أم كلثوم" في دار الأوبرا المصرية ذات يوم. مطربة أخرى حسبما ذكرت الصحفية "مروة جمال" بجريدة القدس العربي، هي "أفرا هازر" والتي قامت بإعادة توزيع أغنيات أم كلثوم وضمها لألبوم غنائي يوزع بمحافظة شمال سيناء ودهب وشرم الشيخ بمصر. كما أن مطربة إسرائيل الأولى "سريت حدّاد" تغني لأم كلثوم بشكل متواصل في كل حفلاتها.
أما إذاعة "صوت إسرائيل" منذ رحيل كوكب الشرق منتصف السبعينيات، تذيع أغانيها بشكل منتظم. وقال الراديو في إحدى المرات "لقد قطعت أغاني كوكب الشرق أم كلثوم شوطا كبيرا في المشهد الثقافي الإسرائيلي منذ رحيلها في 3 شباط 1975، ونرى بصماتها العميقة في مجالات فنية وثقافية، رسمية وشعبية. ولا شك أن دار الإذاعة الإسرائيلية ساهمت في حفظ محبيها عن طريق بث أغانيها في الساعة السادسة من مساء كل يوم ولمدة ساعة منذ ستينات العقد الماضي، وأصبح هذا الفاصل الموسيقي من سمات دار الإذاعة".
ويقول مدير قسم الموسيقى في دار الإذاعة المتقاعد والملحن، إسحاق أبو العز (أفيعيزر)، "إن الجمهور أطفأ ظمأه بأغاني كوكب الشرق التي نشأ عليها".
ومؤخرا انتشر على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطعا لأحد البرامج الغنائية من فئة المسابقات، يُظهر طفلا يقوم بأداء مقطع لأغنية أم كلثوم "إنت عمري" والذي يقول فيه "رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا، علموني أندم على الماضي وجراحه".