أوبرا عايدة.. علاقة إثيوبيا بمصر الفرعونية
الوثائق التاريخية القديمة تشير أن أوبرا عايدة يرجع تاريخها إلى الملك "رمسيس الثالث"، والذي حكم مصر في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أي في الأسرة التاسعة عشرة الفرعونية.
عالم المصريات الفرنسي "أوجاست مارييت" أشار إلى أن شخصية "عايدة" المقصودة هي امرأة إثيوبية أو بالأحرى حبشية. وتدور قصة الأوبرا حول إعلان إثيوبيا الحرب على مصر، ومن ثم اختيار الضابط "راداميس" قائدا للجيش المصري لمواجهة الغزاة من الخارج. يقع الضابط راداميس في حب الأميرة عايدة أسيرة "أمنيريس" بنت فرعون ملك مصر.
حاول الضابط بقدر الإمكان أن ينتصر كي يكافئه الملك بالزواج من عايدة، لكن المشكلة أن ابنة الملك وقعت في حبه، وكانت تسمى "أمنيريس". ظلت الأميرة تحاول مرارا وتكرارا أن تبعده عن حب عايدة. عندما عاد الضابط منتصرا، كان من بين الأسرى والد عايدة "موناصرو". هنا يتحول حب عايدة الأسيرة إلى محاولات مستمرة للاستغلال ومعرفة خطط الجيش المصري العسكرية من راداميس.
ويكشف " راداميس " لها السر ، ويدرك أن الحب قد دفعه للخيانة، فيسلم نفسه لكبير الكهنة، ويتم القبض عليه، ويحكم عليه بالدفن حيا في سرداب محكم. ويكتشف " راداميس " أن عايدة قد سبقته إلى داخل المقبرة لتموت بين يديه. وتبقى "أمنيريس" وحدها حزينة تبكي أمام القبر، تلعن الكهنة، وتدعو لراداميس بالسلام الأبدي.
تعتبر أوبرا "عايدة" من الأعمال المسرحية الإنسانية التي تناهض الحرب، وتبرز التعارض الذي ينشأ أحيانا بين مشاعر الفرد وحكم المجتمع. وقد أراد "مارييت" أن يوضح الصراع بين السلطة الزمنية التي يمثلها الملك فرعون، والسلطة الروحية التي يمثلها رجال الدين أو الكهنة.
وتجسد أوبرا عايدة الصراع بين مشاعر الحب والواجب تجاه الوطن.