فنون أشرقت شمسها بعد "25 يناير"
بعض الفنون اقتصرت متابعتها سابقا على المهتمين بها فقط، إلا أن شمسها أشرقت مع أحداث "25 يناير"، ولا تزال مشعة حتى الآن، "دوت مصر" يرصد أهم هذه الفنون.
الجرافيتي
فن الرسم على الجدران دون إذن مسبق، وهو هواية وتفريغ لطاقة كامنة، قد يكون عشوائيا كما يحصل في أغلب الأحيان بالشخابيط والكتابات العشوائية التي تتم على الجدران، أو فنا حقيقيا إبداعيا على الجدران العامة والجسور ووسائل النقل وحتى المنازل، عندما يطلب أصحابها من الفنانين أن يرسموا لهم مقابل أجر مادي معين.
الرسم على الجدران هو فن قديم قدم الإنسان على الأرض، لكن ما يهتم به فعلا هو السلوك الناتج من التمرد على المجتمع أو على الذات، والتمييز بين الجزء التخريبي فيه وبين الفن الحقيقي الذي يحمل في طياته رسالة اجتماعية أو سياسية أو إنسانية.
الكثير من الدول تجرّم هذا السلوك إذا كان تخريبيا. الآن فن الجرافيتي أصبح نوعا من أنواع الفنون التي لها مهتمون ومنظرون، بل وتقام للجرافيتي مسابقات ومهرجانات.
وقد تطور هذا النوع من الفن كثيرا في مصر خلال الأربع سنوات الماضية، ليرى المارة تلك الرسومات بمختلف رسائلها، خاصة تمجيد الشهداء، على جدران وحوائط الأماكن العامة، واتخذت الشكل التجميلي مؤخرا كما حدث في مبادرة "هنلونها"، وطلبة فنون جميلة بالزمالك."مصدر الصورة صفحة جرافيتي مصر"
الفرق المستقلة
كانت هناك العديد من الفرق المستقلة، التي تقدم موسيقاها وأغانيها التي يطلق عليها "أغاني بديلة"، عن كل ماهو تجاري، إما بساقية الصاوي أو غيرها من الأماكن الثقافية، أو حتى في الشارع للمارة، بدأت بعض الفرق منذ عام 2004، وقدمت العديد من الموضوعات في أغانيها، خاصة التي تمس الشباب، إلى أن زادت شهرة تلك الفرق عقب "25 يناير" بسبب مشاركة بعضهم في أحداثها، إضافة إلى إحياء الكثيرين منهم حفلات وأمسيات فنية داخل ميدان التحرير، من هذه الفرق (بلاك تيما، إسكندريلا، رامي عصام، وسط البلد، محمد محسن، مصطفى سعيد)
وتطور الأمر خلال الأربع سنوات الماضية، وازداد توهج هذه الفرق وشهرتها، وكثر عددها، إضافة إلى استقبال الإعلام لها وفرد مساحات لأعضائها للتعبير عن أنفسهم بشكل أكبر، وتقديم فنونهم للمشاهدين في البيوت، إضافة إلى أن "الفن ميدان" الفعالية التي أقيمت عقب "25 يناير" ساعدت أيضا على التعريف بهذه الفرق بشكل أكبر.
الاستاند أب كوميدي
كان جورج عزمي أبرز من قدموا فن الاستاند أب كوميدي، أو ما يعرف بـ"ألوان مان شو"، عام 2010، من خلال العديد من الحفلات بساقية الصاوي وغيرها من الأماكن، إضافة إلى تقديمه عرض بـ"تيدكس"، وآخر بالتعاون مع قناة كوميدي، التي أقامت برنامج يضم العديد من نجوم هذا الفن باسم "موجة استاند أب".
وأخذ هذا الفن في الانتشار بشكل أكبر عقب "25 يناير"، وقدم رواده العديد من العروض الناقدة للمجتمع والسياسة، وغيرها من الأمور والسلوكيات الاجتماعية، التي يرفضونها، ويلقون الضوء عليها من خلال كلمات ساخرة، إلى أن ازداد عدد مقدمي هذا الفن، وأهمهم (نهى كاتو، مينا نادر، وليد أبو المجد، علي قنديل، علاء الشيخ "المواطن المصري")، وغيرهم.
المهرجانات
أما موسيقى وأغاني المهرجانات، فهناك أقاويل من داخل من يقدمها إنها بدأت منذ عام 2007 أو 2008، لكن المؤكد ظهورها على الساحة قبل "25 يناير" عام 2011، في حين تطورت وذاع صيتها خلال السنوات الأربعة الماضية، حتى وصل الأمر إلى تقديم بعضهم أغانٍ متعلقة بأحداث "25 يناير" وأخرى للدعاية الانتخابية لبعض مرشحي الرئاسة سابقا، كما فعل "سادات وفيفتي" مع المحامي خالد علي.
إضافة إلى أن أغلب الأفراح والمناسبات لا تخلو من موسيقى وأغاني المهرجانات. بعضهم يعمل على تطوير الموسيقى والكلمات التي يقدمونها، ويسعون حالياً إلى إدخال آلات أخرى بخلاف الدرامز الذي يعتمد عليه المهرجان، مثل الكمان والكي بورد وغيرها من الآلات.
يُذكر أن هذا النوع من الفن، زادت شهرته في الدول الخارجية قبل مصر، كفرنسا وإنجلترا، التي قدم فيها سادات العديد من الحفلات.