التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:02 ص , بتوقيت القاهرة

انتهاء حوق ملكية هتلر لكتاب "كفاحي"

نشر موقع "بي بي سي عربي"، تقريرا عن كتاب "كفاحي" لـ"أدولف هتلر"، ذكروا خلاله أنه من المقرر أن تنتهي حقوق طبع كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر في ألمانيا قبل نهاية عام 2015،  وتساءلوا "ماذا سيحدث حينما لم يعد بمقدور السلطات التحكم في طبعه وتوزيعه؟"، إضافة إلي أن إذاعة "بي بي سي 4"، بثت حلقة خاصة لإلقاء الضوء على هذا الأمر.


وقال الخبير في الكتب النادرة، ستيفن كلنر، بصوت هامس في غرفة يسودها الصمت بمكتبة ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا: "كانوا يريدون إلغاء الإنجيل"، وذلك في وصفه للطريقة التي حول بها النازيون الكتاب من نص طويل ممل، إلى مكون رئيسي في الفكر الأيديولوجي لألمانيا النازية، التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم "الرايخ الثالث" أو "الامبراطورية الثالثة".


وتابع تقرير "بي بي سي" أنه مع إنتهاء حقوق الطبع لكتاب "كفاحي"، وهو ما يعني نظريًا أنه بإمكان أي شخص نشر نسخته باللغة الألمانية. وقدم موقع البرنامج، حلقة حول ما يمكن أن تقوم به السلطات، تجاه أحد أسوأ الكتب سمعة.



وبحسب ما جاء على لسان جون ميرفي، مخرج برنامج "بابلش أور برن"، الذي بثته إذاعة بي بي سي4 في 14 يناير، فإن الكتاب لا يزال نصاً خطيرًا، لأن "تاريخ هتلر يعتبر تاريخًا مهملا. ومن ثم فقد قلل الناس من شأن هذا الكتاب". وميرفي هو حفيد المترجم، الذي ترجم الكتاب بشكل كامل من الألمانية إلى الإنجليزية عام 1936.


محمل الجد


وأضاف ميرفي: "هناك سبب وجيه لأن يؤخذ الأمر على محمل الجد، لأنه سيكون عرضة لسوء التفسير، حتى وإن كان قد كتبه هتلر في العقد الثاني من القرن العشرين، إلا أن معظم ما ذكره نفذه، فلو أولاه الناس شيئًا من الاهتمام آنذاك، لربما أدركوا الخطر".


انقلاب حانة البيرة


بدأ هتلر في كتابة "كفاحي" وهو في السجن الذي أُودع فيه بتهمة الخيانة، بعد فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عام 1923 في ميونيخ، والتي يطلق عليها "انقلاب حانة البيرة"، ولخص فيه توجهاته العنصريه والمعادية للسامية، وبمجرد توليه زمام السلطة بعد مرور 10 أعوام، أصبح الكتاب من الكتب النازية الأساسية، وطبعت منه 12 مليون نسخة.


حديثو الزاوج


كما وزعت نسخ من الكتاب على المتزوجين حديثًا، وتوجد نسخة مصنوعة من الورق، ذي اللون الذهبي في كل بيت من بيوت كبار المسؤولين.


جدل كبير
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما استولى الجيش الأمريكي على دار النشر النازية "إهرفيرلاغ"، انتقلت حقوق نشر الكتاب إلى سلطات ولاية بافاريا، والتي ضمنت عدم طباعة الكتاب إلا في ظروف خاصة جدًا. لكن انتهاء حقوق الطبع والنشر في ديسمبر، من هذا العام يثير جدلاً كبيرًا حول كيفية الحد من حقوق الطبع للجميع.



ماذا بعد؟
وضمن تساؤل لـ"ميرفي": "استخدمت السلطات البافارية حقوق التأليف والنشر لتتحكم في إعادة نشرالكتاب، إلا أن ذلك أوشك على الانتهاء؟ فماذا سيحدث بعد ذلك".


وأضاف: "لايزال هذا الكتاب خطيرًا، فهناك قضايا تتعلق بالنازيين الجدد، وقد يفسره البعض من المتعصبين بصورة خاطئة، وذلك إذا لم يوضع الخطاب الوارد في الكتاب في سياقه.


العقيدة بقلم هتلر
كما يتساءل البعض عما إذا كان هناك من يريد طباعة الكتاب أم لا، وبحسب ما جاء عن مجلة "نيويوركر": "الكتاب مليء بالمواضيع العقائدية المنمقة ومن الصعب متابعتها، وكذا تفصيلات تاريخية، ويميل كل من النازيين الجدد والمؤرخين الجادين إلى تجنب هذه الصور المنمقة".


الشعبية
ومع ذلك، فقد حاز هذا الكتاب على شعبية كبيرة في الهند مع السياسيين، الذين لديهم ميول نحو القومية الهندوسية، "إذ يعتبر من إحدى الكتب الهامة للغاية للمساعدة الذاتية"، حسبما جاء على لسان أترايي سين، المحاضرفي علوم الدين المعاصر والصراعات في جامعة مانشستر، لراديو بي بي سي 4.


السامية


وأضاف: "إذا حذفنا الجزئية المتعلقة بمعاداة السامية، فسيكون الكتاب عن رجل بسيط في السجن يحلم بامتلاك العالم، ووضع الخطوات لتحقيق حلمه".


مخاوف


وأشار التقرير إلى أنه من إحدى مخاوف المعارضين لإعادة نشر الكتاب، هو إخراج الكلام فيه عن سياقه، وقد صرح لودفيغ أنغر، المتحدث باسم وزارة بافاريا للتربية والتعليم والثقافة، في حديثه لإذاعة بي بي سي 4: "كانت نتيجة هذا الكتاب مقتل الملايين من البشر، وسوء معاملة ملايين آخرين، وتعرض جميع البلاد للحرب".


وأضاف: "من المهم وضع ذلك في الاعتبار.. ويمكنك فعل ذلك بقراءة بعض الفقرات معا، لشرحها بالتعليق التاريخي النقدي المناسب لها".



انتقادات


وعند انتهاء فترة حقوق التأليف والنشر، يخطط معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ لنشر طبعة جديدة من كتاب "كفاحي"، الذي يجمع بين النص الأصلي مع تعليق معاصر، وإشارة إلى ما جاء فيه من إهمال لبعض الحقائق، وتزييف لبعضها الآخر.


ونظرا لمعارضة بعض ضحايا النازية لهذا النهج، سحبت الحكومة البافارية دعمها للمعهد، بعد أن انتقدها الناجون من المحرقة.


لكن منع إعادة نشر الكتاب ليس الأسلوب الأفضل، بحسب ما جاء في مقالة افتتاحية لصحيفة "نيويورك تايمز"، والتي ترى أنه "من الأفضل ترويض الأجيال الصغيرة على كره النازية باستخدام المواجهة العلنية مع كلمات هتلر بدلاً من إبقائها في ظلال عدم الشرعية".


ويعترف ميرفي أن فرض حظر عالمي على الكتاب أمر مستحيل، ويوضح: "الأفضل للسلطات البافارية أن تتخذ قرارًا بديلا للتحكم في إعادة النشر. فعليها اتخاذ موقف آخر، لأنه حتى في العالم الحديث لا يمكنها منع الناس من الحصول على الكتاب".


يرى كريس بولبي، مقدم البرنامج في "بي بي سي 4"، يري أن إلاجراءات الرمزية أمر مهم أيضا، إذ أنه بعد إنتهاء حقوق الطبع والنشر، تخطط الدولة لتقديم من يُحرض على العنصرية إلى العدالة بموجب القانون.


وانتهي التقرير بقول لودفيغ أنغر: "من وجهة نظرنا، تتوافق أيديولوجية هتلر مع تعريف التحريض، وقد يقع ذلك الكتاب الخطير في أيدي القاريء الخطأ".