طرح "ديتوكس" لـ "سوزانا برابتسوفا" بمعرض الكتاب
قام المترجم خالد البلتاجي، بالتعاون مع دار العربي للنشر والتوزيع، بترجمة رواية "ديتوكس"، للروائة والكاتبة " سوزانا برابتسوفا"، وسيتم عرض الرواية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب خلال هذا العام، الذي يبدأ في 28 يناير الجاري، ويستمر حتي 12 فبراير المقبل.
يذكر أن سوزانا برابتسوفا، أديبة تشيكية من مواليد 1959، منعت من الدراسة في الجامعة لأسباب سياسية إبان الحقبة الشيوعية، فعملت في وظيفة أمينة مكتبة، فلاحقها النظام ولم تستطع مواصلة عملها، حتى اضطرت إلى أن تقبل وظيفة عاملة نظافة في إحدى المستشفيات. نشرت أعمالها قبل الثورة عام 1989 التي أنهت النظام الشيوعي في دور نشر سرية. اشتغلت بعد الثورة في وزارة الخارجية، ثم عملت في مجال النشر. أصدرت روايتها (عام اللؤلؤ – 2000) وصارت من الروايات الأكثر مبيعًا في الجمهورية التشيكية. توقفت عن الكتابة إلى أن أصدرت عام 2012 روايتها الثالثة (الأسقف) والتي صدرت نسختها العربية تحت عنوان (ديتكوس).
بعد اثني عشر عامًا من الصمت وبعد روايتها الأكثر شهرة والأكثر مبيعًا (عام اللؤلؤ -2000) تعود الأديبة التشيكية سوزانا برابتسوفا برواية جديدة تحمل عنوان (السقوف)، والتي صدرت ترجمتها في دار العربي للنشر 2015 بعنوان (ديتوكس)، تتناول تجربة سيدة مطلقة "ايما تشيرنا" داخل مصحة للعلاج النفسي، حيث يصبح الديتوكس هو مركز الثقل في العلاقات الإنسانية، ومصدر أسئلة وأجوبة تتعلق بالأزمات الحياتية، التي يتسلل اليها العالم الخارجي أحيانًا كعنصر تخفيف وتهدئة، وأحيانا أخرى كعنصر تأجيج ومصدر قلق. ينطلق الموضوع من السقوف والجدران، كما لو كانت منفتحة على فضاء مكاني غامض، كما لو كانت وسيلة لاستكشاف قدرة الانسان من عدمها على الخروج من الذات، والاعتراف بتفوق الاخر. وبنفس القدر من الجدية ينتقد المجتمع، الذي يطالب أفراده بالنجاح في إدارة حوار متعدد المعاني مع عالم متعدد الاشكال.
يفتقر العمل إلى وجود خط درامي مسترسل ومتماسك، بل إن الكاتبة وبدون سابق إنذار تتنقل بين عالم الواقع وعالم الخيال، والأحلام. أحيانًا تحكى بضمير المتكلم على لسان البطلة، وأحيانًا أخرى بضمير الغائب، تضع الكلام على لسان إيما في حالات التنبه والاستفاقة، بينما تقوم الكاتبة بدور الراوي، عندما تنتاب بطلة قصتها نوبات غياب الوعي أو تستسلم للهلاوس.
يتسع العمل ليتناول بقية نزيلات المصحة، بالتحديد عنبر الادمان، حيث يعالجن من كافة أنواع الإدمان، ويترتب على ذلك تنوع واختلاف مستوى اللغة في النص، من حيث كونه ينتقل من الخشونة والسوقية في الحوار على لسان نزيلات المصحة الى لغة الراوى الراقية المنمقة ذات الطابع الشعرى من حيث موسيقى الألفاظ، والصور الخيالية والاستعارات التي تتراوح بين الصور المنسابة الناعمة والصارخة. تعدت الكاتبة فكرة العلاج ولم تبين ما إذا كانت البطلة قد شفيت بعد مغادرتها المصحة، مما يدل على أن هدف العمل لم يكن متابعة عملية المعالجة داخل مصحة نفسية في حد ذاته، بل تتخطاه الى التسلل الى العالم الداخلي لشخصية البطلة المقيدة في الفراش، وعيناها مثبتان على سقف الغرفة، وعندها غالبا تبدأ الهلاوس، تلتقط وتسجل تلك اللحظة التي تختلط فيها الرؤية العاقلة، الواضحة للعالم المحيط بالهلاوس، والهذيان، والنوبات الخارجة عن السيطرة.
حصلت الرواية على جائزة ماجنيزيا ليترا، وهى أرفع جائزة أدبية في التشيك تمنح سنويًا لأفضل الأعمال الأدبية والروائية.
أما المترجم خالد البلتاجي فهو أستاذ اللغويات والترجمة بكلية الألسن جامعة عين شمس. حاصل على دكتوراه في علوم اللغة التشيكية. ترجم العديد من الأعمال الأدبية والدراسات المتخصصة في علم المصريات والسياسة والاجتماع من اللغتين التشيكية السلوفاكية، منها رواية الخلود لميلان كونديرا، وقوة المستضعفين لفاتسلاف هافل، والأعمال الكاملة لفرنز كافكا، الجزء الأول والثاني. البلتاجي عضو اتحاد الكتاب المصري وعضو نادي القلم الدولي.