أنجلينا "الكافرة".. وولدنا "المسلم"
محمود ابراهيم
الثلاثاء، 20 يناير 2015 11:11 ص
<p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">الخبر قرأته للمرة الأولى من خلال صديقة أدرجته على صفحتها على "فايس بوك": "أنجلينا جولي تتبني طفلا سوريا".. خبر ليس بجديد عن هذه النجمة العالمية التي فتنت العالم بجمالها وأفلامها. وانجذاب الرأي العام لها تضاعف مع شغفها بقضايا إنسانية واظبت منذ سنوات عليها، فتنقلت من كمبوديا إلى أفغانستان ثم إثيوبيا ومن نقطة ساخنة إلى أخرى لتسلط الاهتمام على مآس جماعية.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">ذاع صيت النجمة أكثر مع تكرار تبنيها لعدة أطفال من بلدان مختلفة ساهمت برعايتهم فأصبحت سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.. لكن ربما تعنينا هذه المرة مسألة تبنيها لطفل أكثر من سابقاتها كون الطفل المتبنى ينتمي إلى واحدة من ضائقاتنا، فالمتبنى هذه المرة هو موسى، ولد سوري لم يتجاوز الثامنة ويتيم الأبوين بعد أن قتلا في سوريا.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">الصديقة التي نقلت الخبر على "فيس بوك" أرفقته بجملة "الرجاء قراءة التعليقات على الخبر".فعلا شدتني الحشرية للاطلاع على التعليقات، بل وعمدت إلى قراءة الخبر على أكثر من موقع إخباري عربي لأستطلع من خلاله آراء المشاركين في التعليق، وكانوا للحقيقة كثر لكن كثرتهم لم تعكس تعددا في الرؤية، قدر ما انصب الرأي المعروض على نقطة واحدة: <span style="color: rgb(255, 0, 0);">ماذا ستكون ديانة الصبي السوري الذي تبنته أنجيلينا جولي؟؟</span></p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">هل سيتربى على قيم الغرب و"العياذ بالله" والتي منها انحدرت "الكافرة" أنجيلينا والتي أنفقت ملايين من ثروتها ومن اهتماماتها على قضايا إنسانية، وتنشط في لفت الاهتمام الدولي بقضايا سقطت من أجندته..بل أن البعض لم يتورع عن الحسم بأن الأجدى للولد أن يبقى في مخيم اللجوء ولا ينتقل إلى رعاية جولي. </p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">وللإنصاف فإن هناك متجاوبين كثر مع واقعة تبني النجمة لطفل سوري، لكن حقيقة أن هناك انشغالا عاماً بالدين الذي سينشأ عليه الصبي موسى أكثر من الانشغال بأي مستقبل كان ينتظره لو بقي في مخيم اللجوء التركي حيث كان والتقته أنجيلينا أمر يبعث على اليأس.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">ليس مهما استعادة الآراء والجدليات الفارغة التي تمحور حولها النقاش حول القيم التي سيتربى عليها موسى . لكن للإمعان في جلد الذات لنتخيل أي مصير كان سينتظر الصبي السوري لو بقي في مخيم اللجوء ينتظر تبرعا من هنا ولقمة من هناك.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;"> لنتوقف عند الأطفال الذين قضوا بردا أو الذين أبيدوا بالبراميل المتفجرة أو في السجون داخل سوريا أو الذين يعيشون قسوة وظلامة التشرد والإهمال أو أولئك الذين تلقفتهم تنظيمات مثل "داعش" فباتوا جنودا صغار نشاهدهم في فيديوهات يجبرون على إعدام أشخاص، ويشاركون في قتال ويقتلون أيضا أو يحملون رؤوسا مقطوعة كما شاهدنا في بعض الصور.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">مع التفكير بالطفل موسى الذي سينتقل للعيش مع أنجلينا عادت بي الذاكرة إلى حكاية الولدين العراقيين "علي" و"إيمانويل" والذين كانا في دار أيتام في العراق مقطعي الأطراف في اجتياح العراق عام 2003. وجدتهما سيدة أسترالية وتبنتهما وأخذتهما إلى استراليا.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;"> فوجئ الاستراليون قبل عامين بالمراهق "إيمانويل" يغني في برنامج للمواهب ويسحر الجمهور.. بدا الفتى العراقي وشقيقه وأمهما الاسترالية التي تبنتهما في صورة مؤثرة وحميمة، وبدا جليا كم تمكنت هذه السيدة من مسح كثير من الآلام الجسدية والنفسية للشقيقين العراقيين وقد باتا مراهقين ناجحين.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">هنا لا يسعنا سوى الأمل لموسى بأن تكون حياته الجديدة لا تقل حميمية ونجاحا.. أما الجميلة أنجيلينا فالأرجح أنها أكثر انشغالا من أن تلتفت الى تعليقاتنا على خبر التبني، ولنأمل أنها لم تسمع بانزعاجات صدرت من البعض عندنا ومن بينهم المغنية الإماراتيه أحلام التي تخوّفت قبل أشهر من احتمال تبني أنجيلينا لطفل سوري.. المغنية الإماراتية قلقت من التربية التي سيحصل عليها الطفل الذي تتبناه جولي، وهي الفنانة التي لا تبخل على مشاهديها بكل غال ونفيس في ملبسها ومظهرها وفي تعليقاتها المترفة.</p><p style="font-size: 12.8000001907349px; line-height: 16.6399993896484px;">حقا على أي دين وشريعة سيتربى الطفل السوري موسى في منزل أنجيلينا جولي.</p>
لا يفوتك