إدجار آلان بو، الأب الروحي لأدب الرعب في العالم، ورائد من رواد القصة القصيرة، الأديب الأمريكي الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، لم يكن ذا شخصية سوية، كان يعاني من عدد من المخاوف، أبرزها هو فوبيا من أن يدفن حيا، كان يتجول في المدن المختلفة باحثا عن شيء ما، لا أحد يعرفه، ولكن هذا لم يثنه عن الكتابة، إلى أن توفيت زوجته ولم يجد مالا لشراء كفن لها، ليعيش بعدها حياة مضطربة، ويزيد تعلقه بشرب الخمر، إلى أن وُجد ميتا على مقعد بإحدى الحدائق العامة.

وفي ذكرى ميلاده، يدخل "دوت مصر" إلى عالم آلان بو، لنتعرف عليه، عالم شديد الغرابة، يمتزج فيه الخوف بالفانتازيا، لنرى ما الذي كان يدور في رأسه؟

في عام 1919، نشر الفنان الأيرلندي هاري كلارك مجموعة آلان بو القصصية "قصص من الغموض والخيال"، بعد 68 عاما من رحيل بو عن الحياة، ورسم كلارك مجموعة من الرسومات الفنية لقصص المجموعة، جاءت الرسومات بالأبيض والأسود في الطبعة الأولى التي نشرت في 1919، بينما جاءت الطبعة الثانية، والتي نشرت في عام 1923 بثمانية ألوان، تستطيع بهذه الرسومات الدخول بسهولة إلى عالم آلان بو السري.

إليك أعمال هاري كلارك الفنية لمجموعة "قصص من الغموض والخيال"، إلى جانب مجموعة مختارة من مقولات وأشعار آلان بو.

كل ما نراه أو يبدو لنا ليس إلا حلما داخل حلم.

من المعقول جدا، أن ننظر في المستقبل إلى الأمور التي نراها الآن على أنها مجرد حلم.

انظر لقد شيد الموت لنفسه عرش
في مدينة غريبة منفردة بعيدة في ثنايا الغرب المعتم
حيث ولي الخير والشرير والمحسن والمسئ
كل إلى مثواه الأبدي.

روحك سوف تلقى نفسها وحيدة..
وحيدة من كل ما على الأرض
مجهولة العلة لكن لا أحد قريب ليحدّق
نحو تكتّم ساعتك.

والآن هذا هو المهم في الموضوع.. تظنونني مجنونا.. آه.. آه.. المجانين لا يعلمون شيئا أبدا.. ولو كنتم قد رأيتموني فقط.. فقط كيف كنت أمضي بكل ثقة وحذر وبصيرة وكثير من التصنع عندما ذهبت لأداء ما أنوي فعله.

لم أكن مجنونا أبدا، إلا في اللحظات التي لامست قلبي.

والآن مع هذا الفيديو، لفينسيت تيم بيرتون، رحلة كاملة في عالم آلان بو مع قصيدة "الغراب".