"طرق القاهرة".. فيلم عن المرارة اليومية في شوارع العاصمة
محب جميل
الخميس، 15 يناير 2015 01:46 م
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">القاهرة مدينة عشوائية بامتياز، مثال للفوضى المتكاملة، لكن يبقى الأمن مستتبا، هكذا يبدأ المشهد الأول من فيلم "طُرق القاهرة" للمخرج هشام القشطة، وحاز الفيلم على العديد من الجوائز في مهرجان أبوظبي، و"دوك نيويورك سيتي".</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/10915304_574051432729768_7357005072812481962_n.jpg" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">فيما قبل</span></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">يتناول الفيلم الحياة اليومية في شوارع القاهرة، والصعوبات التي يواجهها المصريون بشكل يومي، فلا يوجد قانون منطقي لتنظيم حركة المرور العشوائية أو الصخب المروري لأصوات "كلاكس" السيارات، شريط المشاه أشبه بلعبة "الضفدع" الذي يعبر الشارع لكن هذه المرة بلا خشبة.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">انتقادات متتالية يوجهها الفيلم لعشوائية القاهرة، وخصوصا قانون استخراج الرخص المرروية، فالرشوة هي سيدة الموقف، كما أن الزحام الخانق في الطريق لا يترك لك مساحة للعبور، ومن هنا ظهر ما يُمكن أن نسميه بالغرزة، لعبة "بازل" يومية تأخذ فيها سيارتك لتملأ المساحة الشاغرة في الشارع.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وسط الشكاوى اليومية من أصحاب "التاكسي" و"الميكروباص" بسبب الحقيبة الطبية، وسحب الرخص، وقانون المرور الجديد، السياسة جزء لا يتجزأ من الواقع اليومي للمصريين، إنها تتحكم في كل شيء.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/1898278_421447074656872_704581399_n.jpg" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">77 دقيقة يأخذك المخرج هشام القشطة خلالها في جولة يومية واقعية في شوارع وسط القاهرة بين الازدحام والاختناق والكثافة السكانية، الكل يضغط بلا سبب، ولا يوجد أسهل من "أبواق" السيارات التي تصيب الجميع بالصمم اليومي.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">موسيقى بديعة</span></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">موسيقى الفيلم تنبض بقوة، ليست جامدة أو غير مناسبة، أغانٍ من واقع الشارع المصري تصف كل مشهد بدقة وبراعة، لكن مشاهد الفيلم تم تصويرها بشكل واقعي فيما قبل الثورة حتى وصول محمد مرسي لرئاسة الجمهورية، في كل يوم كان الوضع يزداد سوءا، فالحوداث على كل طرق وفي الشارع، أصبحت الكوارث المرورية أمرا معتادا، لكن الفيلم لا يخلو من الجانب الإنساني، حيث توزع القصص البشرية على امتداد خط الفيلم، فهناك أم تحكي قصتها مع تعلم القيادة لتوصيل أولادها للمدرسة، وسائق سيارة الإسعاف الذي يكافح بشكل يومي للحصول على "لقمة العيش" والزواج، كذلك مكاتب تعليم القيادة التي تشرح كل شيء لكن بشكل نظري بحت، ويخلو من التجربة الفعلية.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">في لقطة أخرى مميزة، يوضح المخرج كيف تحولت القاهرة في يوم وليلة إلى مدينة حضارية بمجرد انتشار خبر قدوم الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما إلى مصر، تم طلاء الكباري، ووضعت الورود، وتحولت جامعة القاهرة إلى متحف وطني.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">بعد الثورة.. كأن شيئا لم يكن</span></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">جاءت الثورة، التغير كان مؤقتا وعاد الاختناق المروري كما هو، لا شيء تغير، كانت الشوارع دون "إيتاوات" أكثر نظاما وسهولة في السير، لكن الوضع عاد لنقطة الصفر، السائقون دائمو الشكوى من أوضاعهم غير المستقرة، وكيف يتعامل الناس معهم في الشارع، عندما يتقدم أحدهم للزواج ويقول إنه سائق تاكسي تصبح المهمة مستحيلة.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/10155279_445165912284988_5589880090822075528_n.jpg" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">الفيلم يضم كل فئات الشعب، ولا يتناول فصيل بعينه، لكن هناك بعض الألفاظ الخارجة التي لجأ إليها، ربما أتت هذه الألفاظ لتظهر الواقع الذي يحدث على الأرض دون تزييف أو تضع السؤال الذي قد يشغل المُشاهد طوال عرض الفيلم، كيف ستكون النهاية؟ ومتى سينتهي هذا الجحيم اليومي؟ </span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">ظل هذا السؤال يتردد حتى في أوقات الثورة كانت هناك محاولات للتفتيش داخل النفس البشرية عن الخلاص. هل ستغير الثورة شيئًا أم لابد وأن نبدأ من أنفسنا أولاً؟ هل تغيير النظام سيؤدي إلى انتهاء المأساة اليومية، أم إنه بداية لمرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار؟</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">في المشهد الأخير تتحدث إحدى الفتيات مع السائق، فيصدم السائق أحد المارة دون سبب واضح، ويبدأ صراع تبادل الشتائم ومحاولات لمعرفة سبب الحادث ثم ينتهي الفيلم بشاشة سوداء. </span></p>
لا يفوتك