عصام إسماعيل فهمي..وداعا مغامر الصحافة الخاصة
هو بائع الكتب والناشر الذي غامر حين قرر أن يدخل فى مجال لا يعرف ماذا سيكون وضعه فى المستقبل، عصام إسماعيل فهمى، الذى يعتبر من أهم رواد الصحافة الخاصة فى مصر، كانت تجربته الأولى بالتسعينات بإصدار صحيفة الدستور، ثم صحيفة صوت الأمة، ليكونا من أهم الصحف السياسية المعارضة، بجانب عدد من الصحف المتخصصة سواء فى الفن أو الرياضة، أسسها فهمي خلال مسيرته مع الصحافة.
عام 1995 وبترخيص من قبرص، قرر عصام فهمي، أن يبدا مشواره مع صاحبة الجلالة، فغامر بتأسيس جريدة الدستور، ومن ثم قرر أن يغامر مرة أخري، فتولى إبراهيم عيسي حينها رئاسة التحرير للجريدة الوليدة، وبقرار من نظام مبارك حينها، تم الإعلان عن إغلاق جريدة الدستور، ولكن لم يفقد فهمي الأمل فى أن يقوم بتأسيس شركة أخري بنفس الأسم، لتنطلق الدستور في عدد أسبوعي عام 2005، وتعود لتكون يومية فى 2007.
أما صوت الأمة، فهي مغامرة أخري لـ"فهمي" فى بلاط صاحبة الجلالة، تولى رئاسة تحريرها عادل حمودة، ليواصل مسيرة المنافسة والإصرارعلى البقاء في معارضة النظام، وخاصة فكرة التوريث، خلال أيام حكم مبارك.
فهمي من مواليد حي عابدين بالقاهرة، في 3 يوليو 1954، لم يستسلم بعد غلق "صوت الأمة" فقرر أن يفتتح صحف مثل "الحلوة" النسائية، و"عين" الفنية و"صوت الأمة" الرياضي.
لم تتوقف مغامرات فهمي، فقرر أن يغامر ولكن بعيدا عن الصحافة، بخوض تجربة موسيقية، فقام بتأسيس شركة "ساوند أوف أمريكا" في مطلع التسعينيات، والتي أطلقت عددا من الألبومات منها للكينج محمد منير.
وجهت لـ"فهمى" تهمة التهرب الضريبي، وقامت أجهزة الأمن فى عصر مبارك بتفتيش مقر "صوت الأمة" السابق بميدان لبنان، وقضت المحكمة عليه بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مالية.
ظهر اليوم، وبمستشفى الصفا، رحل المغامر عصام إسماعيل فهمى، ليترك خلفه جيلا من الصحف الخاصة، الذى كان هو أحد أهم الأسباب فى وجودها.