أماكن تحمل عبق كوكب الشرق
منذ عقود كانت تنتظر الجموع الخميس الأول من كل شهر بشوق، يُفتح الستار ليظهر حضورها القوي مهيمنا على المسرح المحتشد بالجمهور المنتظر شدوها العذب الذي يطرب الآذان ويبعث النشوة في الروح. تبدأ الفرقة الموسيقية بعزف مقطوعة تحرك الوجدان وتلهب المشاعر، بينما تجلس هي على كرسيها المشهور حتى يحين وقت غنائها. تنتهي المقدمة الموسيقية لتقف بكل شموخ ممسكة بمنديلها، معلنة بدء غنائها الراقي. إنها كوكب الشرق أم كلثوم.
ظل موعد ميلادها موضع اختلاف، حيث لم يكن هناك توثيق رسمي وشهادات ميلاد وقت مولدها، فاعتمد تاريخ التسنين طبيا إلى 4 مايو 1908، بينما أرجع بعض المؤرخين مولد كوكب الشرق إلى 31 ديسمبر 1898.
وفي ذكرى وفااتها، "دوت مصر" ترصد تلك الأماكن التي تبقى لتعلن افتقادها وتذكرنا بدوران ذلك الكوكب حولها يوما ما.
1- فندق وبرج أم كلثوم:
يوجد في 5 ش أبو الفدا بالزمالك، وهو فندق "4 نجوم" يطل على النيل مباشرة، أنشئ في نفس المكان الذي كانت توجد فيه فيلا كوكب الشرق تخليدا لذكراها.
قاعات وغرف الفندق مسماة بأسماء أغنيات أم كلثوم مثل سيرة الحب، أمل حياتي، الحب كله، وحتى نغمة الانتظار على هاتف الفندق هي جزء من أغنية لأم كلثوم.
2- تمثال أم كلثوم:
يوجد في شارع أبو الفدا بالزمالك تمثال لسيدة الغناء العربي أمام فندق أم كلثوم، كما يوجد تمثال آخر لأم كلثوم بدار الأوبرا المصرية.
3- متحف أم كلثوم:
يوجد متحف أم كلثوم في قصر المانسترلي في 1 ش الملك الصالح بالمنيل، افتتح عام 2001. ويضم مجموعة كبيرة من ممتلكات أم كلثوم الشخصية مثل نظارتها الشهيرة المطعمة بالألماظ الحر، وبروش على شكل هلال مطعم بالألماظ الحر كانت تضعه على الفساتين التي ترتديها، ومجموعة من فساتينها التي ارتدتها في حفلات أغانيها، مع توضيح للسنة والحفلة التي ارتدت فيها كل فستان.
كما احتوى المتحف مجموعة شنط وأحذية كانت تمتلكها أم كلثوم، وصور لحياتها، ومجموعة لأهم النياشين والأوسمة التي حصلت عليها خلال مسيرتها، وجهاز جرامافون كبير أهدي لأم كلثوم من شركة "هيزماستر فويس" التي سجلت 15 أسطوانة لأغاني أم كلثوم يوجد بالمتحف بعض منها، وميكروفون مهدى إليها من الإذاعة المصرية، ومجموعة كبيرة من الأخبار التي كتبت عن أم كلثوم في الجرائد المصرية.
4- مقهى أم كلثوم:
يقع مقهى أم كلثوم في شارع عرابي المتفرع من شارع رمسيس بوسط البلد. واشتهر بتشغيله أغاني الست على مدار اليوم، ويوجد بالمقهى صور متنوعة لحياة أم كلثوم.
5- مقهى سيدة الغناء العربي:
مقهى آخر بوسط البلد يحمل اسم كوكب الشرق، يوجد في شارع سراي الأزبكية، ويحوي مجموعة صور لأم كلثوم معلقة على جدرانه، كما يذيع أغانيها طوال الوقت.
6- شارع أم كلثوم:
أطلق على اسم شارع الجبلايا بالزمالك اسم "شارع أم كلثوم". بينما لا يزال بعض الناس يعرفونه باسمه المعتاد "الجبلايا".
7- مسرح أم كلثوم:
يحتوي قصر ثقافة المنصورة مسرحا يحمل اسم سيدة الغناء.
ولم تقتصر الأماكن التي تذكر بسيدة الغناء العربي على مصر فقط، فهناك أماكن أخرى خارج مصر تحمل عبقها، كمقاهٍ وشوارع في الدول العربية والأجنبية كذلك. لكن يظل مسرح الأوليمبياد بباريس أكثر ما يذكرنا بها.
8- مسرح الأوليمبياد بباريس:
شهد هذا المسرح شدو أم كلثوم المبهر لرائعتها الأطلال عام 1986، لكن على خشبته أيضا تعرضت كوكب الشرق لموقف محرج وهي تغني مقطع "هل رأى الحب سكارى".
حيث تأثر أحد الحضور بها بشدة، وصعد إلى خشبة المسرح وأصر على تقبيل قدمي أم كلثوم وأمسك بهما، بينما هي رفضت ذلك بشدة وحاولت تخليص قدميها، فاختل توازنها وسقطت على خشبة المسرح، ثم وقفت مرة أخرى تستكمل غناءها وتقول "هل رأى الحب سكارى مثلنا"، مشيرة إلى ذلك الشاب المتيم.
رحلت شمس الأصيل في 3 فبراير عام 1975، وبقيت أغانيها خالدة في ذاكرة الأجيال، تطرب القلوب قبل أن تطرب الآذان لدى سماعها، فهي كانت وستظل كوكبا لامعا في عالم الغناء.