خبير عسكرى لبنانى يكشف لـ"دوت مصر" الأبعاد الأمنية لانفجارات "بيجر"
جورج نادر الخبير العسكرى اللبنانى
إيمان حنا
الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 11:30 م
ما نفذته إسرائيل فى لبنان من خلال تفجيرات أجهزة الاتصالات "بيجر" ، بمثابة جريمة اغتيال شاملة فى لبنان ويُعد أكبر خرق أمني يغير "قواعد الاشتباك" بين حزب الله وإسرائيل، ويعد عملية فاضحة لحزب الله تنقله لمربع "حتمية الرد"، ما ينقل الصراع إلى مرحلة خطيرة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
هذا ما أكده العميد الركن جورج نادر الخبير العسكرى اللبنانى ، الذى أوضح لـ"دوت مصر" أن هذه العملية، التى راح ضحيتها12 شهدياً وأصيب أكثر من 4500 شخص، إضافة إلى 300 حالة حرجة ، تمثل هدفا عسكريا كانت تعنيه إسرائيل ؛ ومحاولة لإثارة البلبلة والزعر بين صفوف حزب الله من جهة، وبين المواطنين اللبنانيين من جهة ثانية، خاصة أن هذه الأجهزة تم توزيعها حديثا على عناصر حزب الله كبديل للهواتف المحمولة التى قد تتعرض للمراقبة والاختراق منذ أشهر.
وتمثل العملية خرقا أمنيا غير مسبوق لحزب الله، وضربة قوية له، ما يتطلب رداً قوياً من حزب الله ، ولكن الحزب لا يمتلك أدوات الرد الذى يتناسب مع هذه الجريمة ، فمن المتوقع أن يكون مستوى الرد أقل من المفروض ، وبهذه العملية أيضا أرادت إسرائيل أن تؤكد تفوقها على حزب الله الذى بلغ عدد ضحاياه منذ اندلاع الحرب حوالى 700 شهيد من بينهم 150 مدنيا ، إضافة إلى المنازل المدمرة ، وتهجير سكان الجنوب ولم يتبق سوى 20 % منهم.
وأوضح أن المؤشرات تدل على أن هذه الأجهزة تم تفخيخها قبل استيرادها وتزويد عناصر من حزب الله بها، فهى شحنة أجهزة حديثة تم تزويد الحزب وعناصره مؤخرا بها، حيث تم زرع مادة متفجرة صغيرة الحجم بجانب البطاريات التى تعمل بها تلك الأجهزة بواسطة كود معين عبر الستالايت.
وهناك رسائل وصلت لحاملى هذه الأجهزة فى لحظة واحدة وجعلتهم يستخدمون الأجهزة فى وقت واحد.
وبالنسبة للصراع بين إسرائيل وحزب الله، أكد العميد جورج أنه صراع وجودى ، فإسرائيل تشعر أنه من الصعب بقاؤها فى ظل دفاع حزب الله عن فلسطين المحتلة، وهذا الصراع يختلف عن طبيعة الصراع مع "حماس" ، فحماس توجد فى فلسطين بينما حزب الله موجود فى دولة أخرى، كما أن الصراع مع حزب الله يجر المنطقة إلى حرب شاملة، كما أن هناك ضغطا كبيرا على حكومة نتيناهو من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين أُجبروا على مغادرة قراهم فى الشمال عند الخط الحدودى مع لبنان وهؤلاء عددهم ليس قليل فهم تقريبا 150 ألف مستوطن، وهذا الضغط يدفع نتنياهو للقيام بعملية عسكرية واسعة لإبعاد حزب الله من منطقة الجنوب اللبنانى التى تمثل مصدر قلق على شمال إسرائيل، وبالتالى تأمين حياة المستوطنين هناك ، ما يضع نتنياهو فى وضع حرج داخليا.
وأضاف أن هناك تحديا آخر أمام نتنياهو يتمثل فى صعوبة تنفيذ العملية البرية لأنها مكلفة جدا والجيش الإسرائيلى منهك بسبب حرب غزة، ويصعب عليه فتح مجال لحرب أخرى الآن.
لا يفوتك