"وديع" يوثق تاريخ وألم وصمود الشعب الفلسطينى بلوحاته من داخل مخيم العروب
قال وديع في حديثه لـ"دوت مصر"، إن أصله يرجع إلى إحدى القرى المهجرة، كانت تسمى قرية جات الكنعانية، وتعتبر من أولى المواضع التي سكنها عرق من الكنعانيين ويطلق عليهم العناقيين أو العماليق، كما أوضح أن كل فلسطيني له قصة تؤجج الألم، وهذا ما حدث معه، فتاريخ عائلته بدايتها تهجير، وآخرها إقامة في أحد المخيمات.
وأضاف أن بدايته مع الرسم كانت منذ الطفولة ثم تطورت شيئاً فشيئا، من خلال تنفيذ بعض الرسومات على جدران المخيم، باستخدام أدوات ومواد الرسم المتاحة لإشباع شغفه.
وأشار إلى أنه مُنع من دراسته العلمية، رغم تفوقه في المرحلة الثانوية بسبب اعتقاله، ولكن الأمر لم يجعله ييأس أو يمل من تنفيذ اللوحات، حيث إنه كان يرسم بزيت الزيتون وبعض الفحم على الملابس التي كانت تحضر من المؤسسة الدولية للصليب الأحمر، لافتا إلى أنه التحق بتخصص الجرافيك في جامعة البوليتكنيك في مدينة الخليل، ثم عاود دراسة الفنون الجميلة في جامعة القدس في مدينة أبو ديس بفلسطين.
أما عن الصعوبات التي واجهها وديع قال إنه لا توجد حرية حتى للحركة العادية داخل المخيمات، فمنذ زمن يفرض الكيان المحتل منع التجوال، وكذلك الاحتكاك والمناوشات مع هذا الكيان تمنع من السير الطبيعي في أزقة المخيم.
وعن اللوحات قال إن بدايته في أولى سنوات حياته تأثر بالواقع، وترجم كل ما يراه من خلال هذه اللوحات، وذلك كان ملاحظاً في جميع أعماله والتي كانت تنتمي إلى المدرسة الواقعية، بالرغم من محدودية الإمكانيات فقد كان يرسم بعض لوحاته بخامات محلية، وفي أوقات أخرى كان يستخدم زيت الزيتون والفحم الطبيعي، كما كان يستخدم بعض أغطية المخيم البالية، مع إضافة غراء ومواد تجعلها سميكة بعض الشيء لتنفيذ لوحاته التي يجد فيها منفذاً للحرية والأمل.
بعد فترة انتقل وديع إلى رام الله، التي وصفها بمدينة الهدوء والإبداع، حيث ظل يرسم ويرسم ويعبر بخطوط صارخة عن مدى الألم الذي يراه في وجه أشقائنا في فلسطين الحبيبة، حيث تخصص في فن المدرسة التعبيرية أو الواقعية بطابع تعبيري، والتركيز على الفن والحالة الاجتماعية في المخيمات الفلسطينية، فالإبداع يمكن توجيهه لنشر قضية ومطالبة بحقوق، بل وله دور في تعريف العالم أجمع بما يدور بدون صوت أو كلمات، كما حدث في جميع مراحل عمر وديع منذ عشرات السنوات ومنذ بداية تأسيس الحركة التشكيلية الفلسطينية، موضحاً أن الأمل ما زال موجودا، وأن صوت الحق عالياً مهما ارتفع صوت القصف.