حكايات على لسان شهرزاد.. الحكاية الثانية "سندق وبندق والكذب"
شعرت شهريار بالسعادة وجلست على الأريكة وقالت: "بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد، أن والدة سندق وبندق دخلت كعادتها إلى غرفتهما لتوقظهما حتى يستعدان للذهاب إلى المدرسة ووضعت على المنضدة فطارهما وتركتهما ليستعدا للمدرسة، وكالعادة استيقظ بندق وكله نشاط وحيوية، وحاول أن يوقظ شقيقه سندق، ولكن دون فائدة".
بندق: "سندق.. سندق قوم من النوم بلاش كسل يلا هنتأخر عن المدرسة".
شعر سندق بالضيق من إصرار شقيقه لإيقاظه من النوم، وقال له: "يووووه يا بندق سيبنى يا أخى عايز أنام.. أنا تعبان أوى".
شعر بندق بالقلق على سندق، وقال له: "تعبان.. مالك حاسس بإيه".
وجد سندق أن شقيقه صدق كذبته، فأراد أن يستغل ذلك ويكمل القصة حتى لا يذهب للمدرسة، قائلاً: "حاسس إنى سخن شوية ومش قادر أتحرك من مكانى.. آه يادماغى".
شعر بندق بالقلق على شقيقه وقال: "ألف سلامة عليك يا سندق، هروح أقول لماما بسرعة ".
وأكملت شهرزاد القصة قائلة: "انتهز سندق فرصة غياب شقيقه بندق، واستغل كوب اللبن الساخن الذى أحضرته والدته لغرفته هو وشقيقه، ليشربهما ووضع فيه الترمومتر حتى يرتفع درجته وتصدق والدته، ثم عاد مسرعًا إلى السرير لينام ووضع المقياس فى فمه، وأخذ يردد: "آه دماغى.. تعبان".
ودخلت والدته وشقيقه الغرفة وهى تشعر بالقلق والفزع وقالت: "مالك ياحبيبى حاسس بإيه".
ورد سندق: "أنا تعبان أوى يا ماما وحاسس بسخونية ورعشة حتى شوفى الترمومتر".
وقالت شهرزاد: "ونظرت والدة سندق للترمومتر، وشعرت بالقلق والفزع عند وجدت أن درجته وصلت إلى 40 درجة ووضعت يدها على رأسه حتى تتأكد أكثر لتجد المفاجأة، أن درجة حرارة سندق طبيعية وإنه يكذب عليها حتى لا يذهب إلى المدرسة فأرادت أن تعلمه درس حتى لا يكذب عليها مرة أخرى، فقالت: "يا نهار درجة حرارتك عالية جدًا، خلاص مش هتروح للمدرسة النهاردة ولازم تاخد دواء السخونية اللى طعمه وحش".
ونظرت لبندق وهى تضحك بمكر ودهاء وقالت: "معلش يا بندق مش هنعرف نروح الملاهى بكره عشان أخوك تعبان".
وهنا أسرع سندق بالقيام من السرير، وقال لوالدته: "أنا مش عيان يا ماما.. أنا كنت بكدب عليكى وحطيت الترمومتر فى اللبن عشان كده كان مرتفع.. لازم نروح بكره الملاهى يا ماما أرجوكى".
ونظرت والدته إليه وهى تعاتبه قائلة: "أنت مش عارف أن الكدب حرام وعواقبه وحشة أوى وكمان ده مخالف لدينا وأخلاقنا اللى اتربينا عليها ولازم تبطل تكدب تانى".
شعر سندق بالندم الشديد، ونظر لوالدته قائلاً: "أنا أسف يا ماما مش هعمل كده تانى وأوعدك آخر مرة".
وقالت شهرزاد لشهريار: "سامحت والدة سندق طفلها وتناولوا الإفطار معاً وذهب إلى المدرسة"
وصاح الديك لينهى حديث شهرزاد ونظرت لزوجها الملك وقالت: "وغدًا سوف أكمل لك يامولاى حكاية جديدة من حكايات سندق وبندق".