اليوم العالمى للمرأة.. نساء تميزن فى مهن لم يقدر عليها إلا الرجال
ليس هذا بجديد على عظيمات مصر اللاتى حققن نجاحا كبيرا فى بعض المجالات ولا سيما المهن الرجالية القوية، استطعن أن يثبتن للعالم كله أن المرأة تستطع تحقيق النجاح وقهر الظروف.
عندما تأخذك قدماك وتتجول بشوارع محافظ المنيا تحديدًا بقرية منهرى بمركز ملوى، سيلفت نظرك مشهد سيدة خمسينية تدعى مريم حنا تعمل بحرفة النجارة، التى تعتبر من المهن الشاقة التى تناسب الرجال، لكن لديها القدرة على أن تصبح أشهر النجارين بالمحافظة، فما هى حكايتها؟
قالت مريم حنا لـ"دوت مصر": "تخلى زوجى عنى كان السبب، قدرت أستغل الظروف للأفضل ولم أقف بجانب الحيط أغنى ظلموه، لكن بدأت أسعى إزاى أربى أولادى بعد ما جوزى اختفى بدون أى أسباب، بدأت ابعت ابنى ورشة لتعليم النجارة، عشان يصرف علينا ويساعد معانا، بعدها فكرت إنى أشتغل أنا وابنى وأنا عندى خلفية من زمان عن الموضوع".
تابعت: "بدأت فى شغل النجارة من 7 سنين، كان يومى يبدأ من 6 صباحًا لـ8 مساءً، كنت مصممة على تعليم أولادى، لأن الكل كان متأكد أن جوزى سابنا بسبب الحمل كبير عليه.. علمت أولادى الصغيرة فى أولى إعدادى والثانى دبلوم وحاليًا بيقضى الخدمة العسكرية، فخورة بنفسى إنى قدرت أكون أم وأب للأولاد، وكبرت وعلمت وإحنا إيدينا فى إيد بعض".
فى السابعة صباحًا كانت تبدأ رحلة رشا محمد اليومية من مصنع الثلج بسرياقوس إلى شوارع شبرا، حاملة ألواح الثلج التى تبيعها لتكسب قوت يومها، الرحلة الطويلة لا تنتهى قبل الثانية بعد منتصف الليل ورغم ضآلة مكسبها الذى لا يتجاوز 2 جنيه فى كل لوح، إلا أنها تمتن للمهنة التى ورثتها أبًا عن جد وتغنيها عن الحاجة وتساعد زوجها فى مواجهة أعباء الحياة خاصة أنه عامل يومية بسيط.
بدأت رحلة رشا، 40 عامًا، مع الثلج منذ الطفولة، حيث كانت تساعد والدها فى عمله ورغم أن لها إخوة ذكور إلا أنها كانت من بقيت على العهد مع هذه المهنة تبيع رشا ألواح الثلج لمحلات العصائر ومشتريه للاستخدامات المنزلية، وتقول لـ"اليوم السابع" إن أغلب العمل تكون فى الصيف عن الشتاء، أما فى رمضان فهو موسم للثلج يصل البيع فيه حد 100 لوح ثلج لليوم الواحد، وعلى الرغم من أن أغلب تعاملاتها اليومية تكون مع الرجال إلا أن شهامة أهل شبرا واحترامهم لبنت منطقتهم شجعها على إكمال المسيرة".
"أسماء" من الصم والبكم وبتدبح وتشفى وتقطع بإيديها
لم تتعدى سنوات عمرها الـ19 عامًا، ورغم ذلك استطاعت أن تعمل فى مجال لا يمتهنها سوى الرجال، فرغم أنها من الصم البكم، إلا أنها تعمل بمجال الجزارة منذ الصغر، وبالرغم من صعوبة التواصل مع الآخرين، لكن ذكاءها كان سببًا من انتقالها من مهنة النظافة بمحل الجزارة، إلى أصغر بنت جزارة بالمحل، وأكثرهم نشاطًا، كل هذا بسبب حبها للجزارة والوصول لحلمها الذى تسعى لتحقيقه منذ الصغر، إنها أسماء جمعة التى أثبت أن الوصول للحلم ليس معجزة، لكن بالصبر والسعى، كما أثبتت نفسها أنها أقوى من الظروف والتحديات التي تعيشها.
تحدثت "أسماء جمعة" بلغة الإشارة لـ"اليوم السابع" قائلة: "من وأنا عندى 8 سنوات بشتغل فى مجال الجزارة"، وعبرت عن حبها لأصحاب المكان قائلة إنهم فى مكانة أهلها، وتضيف: "تعلمت الجزارة من ذبح وسلخ وتقطيع".