من البادية للبرلمان.. "ناجية" تحدت الأحكام القبلية وتعلمت ووصلت لمجلس النواب
"أنا ناجية زايد بدوية من أولاد على، قبيلة العشيبات على الأحمر، مواليد 1968 والدي كان من ذوى الإعاقة فقد إحدى ذراعيه في حادث لغم، لكنه رجل عصامي عمل في تجارة الفاكهة بالتجزئة، ترتيبي الصغرى بين أخواتي البنات، اللاتي لم يتعلم منهن سواى، بدأت المعاناة حين صممت على التعليم، وقفت أمامى عادات وتقاليد القبيلة البدوية من عدم خروج الفتاة خوفًا عليها، سمعت بأذنى قولهم: "ايش تريدي تريدي بالتعليم.. الست مكانها البيت" ولكنى صممت ودعمتني أمى التي كانت تحفظ جزء من القرآن الكريم، والكثير من أبيات الشعر، وهذا كان أقصي ما يمكن أن تتعلمه الفتاة في البيئة البدوية الصحراوية، كنت أذهب للمدرسة صباحًا ثم أعود إلى البيت لأساعد والدى في بيع الخضروات".
ناجية تحصل على دبلوم التجارةلا يمكن للفتاة داخل المجتمع البدوى أن تخرج للعمل إلا بصعوبة شديدة، مثل: العمل العام أو السياسي أو التنفيذي، أتمت الفتاة المرحلة الإعدادية، وكانت تحلم بالالتحاق بمدرسة المعلمين، ولكي لا تخرج من محيطها خُيرت بين ترك التعليم أو الالتحاق بالمدرسة التجارية في مطروح؛ فاختارت المدرسة التجارية. وكان كل أملها أن تلتحق بالجامعة، ولكن تنفيذا للعادات والتقاليد التي تتحكم هذا المجتمع اكتفت بالدبلوم.
من البادية للبرلمان.. ناجية عضو مجلش شعب
أكملت الفتاة تعليمها ثم التحقت بالعمل الميداني لخدمة مجتمعها البدوي في سن صغير، وساعدها في ذلك التحاقها بوظيفة رئيس لجنة الشؤون الصحية بالمجلس المحلي لمدينة مطروح، وكان ذلك على حد قولها بـ" العمل الجلل" فلم يدعمها أحد في هذا الوقت سوى أخيها الأكبر وأمها فقط، حيث اعترض أبيها على قبولها الوظيفة وخروجها كل يوم، والتعامل مع الرجال أثناء العمل الميدانى، فتحدت الفتاة العوائق التي قيدت أخواتها البنات وصممت على الخروج من نفق المظلم، فكانت اليد اليمنى لسيدات مطروح اللاتي يعانين مشاكل كثيرة مثل: المطلقات والأرامل، والأطفال الأيتام، ومساعدتهم في فتح مشروعات صغيرة في منازلهم كغزل صوف الماشية وصناعة السجاد اليدوى، مما أثقل شخصيتها العمل التنفيذي مع العمل الميدانى، وجعل قبيلتها تشعر بالفخر منها، وحينها نالت دعم كافة القبائل في مطروح لترشحيها لمجلس النواب 2010، وهى الأن مستمرة في خدمة المجتمع والنهوض بالفتاة البدوية.