"من الساقية لقصر الإليزيه" حكاية سجادة أدهشت مبارك بقصر الإليزيه بباريس
فى ديسمبر سنة ١٩٨٧ الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك كان فى زيارة لفرنسا لإجراء مباحثات مع الرئيس الفرنسى الراحل فرانسو ميتران بقصر الإليزيه بالعاصمة باريس، وأثناء تجوله مع الرئيس الفرنسى بالقصر وقع نظره على سجادة من الحرير مُعلقة على جدران القصر، وفى هذه اللحظة مبارك اندهش لأنه وجد إن هذه السجادة مصنوعة فى مصر وكُتِبَ عليها مكان انتاجها" نُسِجت بقرية ساقية أبو شعرة بمصر".
ومن اللحظة دى مبارك قرر إنه يزور هذه القرية فور وصوله لمصر لكى يلتقى بعمالها وشبابها وأمر بتذليل كل العقبات التى كانت تواجههم فى عملهم.
البداية للقرية كانت سنة ١٩٥٥ لما بعض الأهالى تدربوا على صناعة السجاد بمنقطة الدراسة بالقاهرة وبعد ذلك نقلوا خبرتهم التى اكتسبوها لباقى أهلهم بالقرية، حتى أصبحت جميع البيوت تعمل بهذه المهنة ولا بيت يخلو من الأنوال وصناعة السجاد.
"دوت مصر" ترصد قصة نجاح فتيات من القرية احترفوا مهنة السجاد منذ نعومة أظافرهم حتى تخرجهم من الجامعات، تروى أسماء صبحى التى تبلغ ٣٠عاماً خريجة "أداب ألمانى" وعملت بصناعة السجاد وهى فى الخامسة من عمرها على يد والدها موضحة "دى مهنة سهلة وانتِ فى بيتك وبتشتغلى عند والدك يعنى عمره مهيضغط عليكى زى أى مدير فى الشغل، وكنا بنروح مدارسنا ونرجع نشتغل وعيشنا طفولتنا ولعبنا كمان"
أما عن ذكريات أول راتب لها قالت" كان خمسة جنيه وقتها خدته واشتريت اللعبة اللى كان نفسى فيها وكنت سعيدة جداً لأنه مبلغ كبير فى الوقت دا لطفلة خمس سنين"
وقالت "جهاد مسعد عمران" ٢٦ عاماً حاصلة على "علوم زراعية" جامعة المنوفية انها عملت هى أيضًا بصناعة السجاد وهى فى الخامسة من عمرها، فكانت تشاهد والدها وأسرتها بالمصنع بمنزلهم يعملون بالسجاد فودت أن تتعلم وتعمل معهم.
وأوضحت الموضوع فى بادئ الأمر كان صعباً عليها بالنسبة لتعليمها الحرفة بسبب صغر سنها بعد ذلك احترفتها بمهارة وبَقِىَّ الأمر متيسراً لها.
ووجهت فى النهاية رسالة للشباب للسعى تجاه لقمة العيش وعدم الانتظار للوظيفة الحكومية بالشهادة الجامعية قائلة" الشغل فى أى حرفة مش عيب اسعى واعمل فى اى حرفة لحد متشتغل بشهادتك لأن مش هتفضل تاخد مصروف من أهلك باقى حياتك".