صور توثق أول جولة ملكية لأمير بريطانى خلال زيارة مصر قبل 150 عاما
ولعل أفضل ما يجيب عن هذا التساؤل توافر صور قديمة للمواقع الأثرية المصرية، وهو ما توافر بالفعل للقطات مصورة قبل أكثر من 150 عاماً، خلال جولة ملكية، ففى عام 1862، سافر أمير ويلز، ألبرت إدوارد (الذى أصبح الملك إدوارد السابع لاحقاً)، مع مجموعة من الأشخاص فى جولة تعليمية إلى مصر، والقسطنطينية، وأثينا.
وكان المصور الإنجليزى، فرانسيس بيدفورد، جزءاً من الجولة أيضاً، ما جعله "أول مصور يرافق جولة ملكية"، وفقاً لما ذكره رئيس المجموعات ونائب المدير فى معهد "باربر" للفنون الجميلة فى جامعة برمنجهام، روبرت وينلى، فى مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وتُعرض الصور الآن خلال معرض عبر الإنترنت يُدعى "Sights of Wonder" فى موقع المعهد، وخلال حديثه عن هذه الصور الفوتوغرافية التاريخية، قال وينلى: "صوره رائعة بسبب جودتها التقنية، ونظرتها الفنية"، ورغم أن بعض صوره توحى بطابعها الوثائقى، إلا أن أعماله الأخرى تحمل قيمة جمالية عالية، بحسب تعبيره.
وتكمن أهمية هذه الصور فى توفيرها لنظرة غير مسبوقة فى مصر، وأوضح وينلى: "توثق الصور مصر، ومعابدها القديمة الشهيرة بالذات، قبل السياحة الجماعية، وقبل تنقيب المواقع الرئيسية، وترتيبها فى العصر الحديث".
وبدأ بيدفورد مسيرته المهنية كعامل طباعة تجارى، وبعد استكشاف عالم التصوير الفوتوغرافى، أصبح عضواً مؤسساً فى جمعية التصوير فى عام 1853، وكانت ذروة مسيرته المهنية هى مشاركته فى رحلات أمير ويلز فى عام 1862، إذ إنه كان أول مصور يرافق جولة ملكية، ومن أكثر الصور إثارة للاهتمام فى المعرض هى معبد "Athor".
وتشكل صورة بيدفورد لتمثال أبو الهول، والهرم الأكبر، والهرمين الأصغر منه، مشهداً أيقونياً أيضاً، وذكر ويلنى: "ربما قد يبدو الأمر مصطنعاً للبعض الآن، ولكن ساعدت صورة بيدفورد فى تكوين شهرتها، إضافة إلى توثيق تمثال أبو الهول قبل تنقيبه الكامل".
وكان الغرض من توثيق هذه الصور هى أن تكون فى النهاية "سجلاً للجولة الملكية بشكل رئيسى" - وفقاً لوينلى - ومع ذلك، أكد وينلى، أنها كانت تهدف أيضاً إلى توثيق المعالم الثقافية، والتاريخية، والدينية، والسياسية الرئيسية، ومن المحتمل أن بيدفورد حصل أيضاً على اتفاق حتى يتمكن من عرض الصور وبيعها بعد الانتهاء من الجولة.
ويتضمن معرض "Sights of Wonder" 20 صورة فوتوغرافية التقطها بيدفورد، إضافة إلى 10 أعمال أخرى داعمة، مثل مقتطف من يوميات أمير ويلز، والذى سجل فيها انطباعاته خلال زيارته، وتقارير صحفية معاصرة عن الجولة الملكية.
وكان من المفترض أن يكون "Sights of Wonder" معرضاً مادياً فى معهد "باربر" للفنون الجميلة، ولكنه انتقل إلى الإنترنت بعد إغلاق المعهد فى منتصف مارس بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
ويشعر وينلى بالفخر للفريق الذى عمل على المعرض، وذلك فى ظل عدم تمتع أى منهم بأى خبرة سابقة فى إنتاج المعارض عبر الإنترنت، وإلى الآن، لم يتم وضع حد زمنى للمعرض.