عزل نفسه فى حجرة بعد تنمر الناس عليه وتمنى الموت.. فحدثت المعجزة
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى سواسية، فالنقص الوحيد في أبداننا هو نقص العقول وليس الأبدان، فإن فقد أحدنا أحد أطرافه أو حواسه فهذا ليس نقص فيه بل هو فراق بين هذا الطرف والجسد، ولشديد الأسف فقد نمى فى مجتمعاتنا العربية وهى عادة غريبة علينا دخلت جراء الانفتاح العالمى وأيضا هناك جزء من التربية الخاطئة ومن أبرز تلك العادات السيئة التى أسميها بـ"الوقحة" هى "التنمر" .
عزيزى ولست بعزيزى المتنمر أنت بجاهل حقا فأنت من لديه النقص والعجز، نقص في عقلك وعجز في تصرفاتك، فكافة الأديان السماوية حرمت السخرية، واللمز والهمز، والتنابز بالألقاب، وأوضحت أن ذلك فسوق وظلم، وتوعّدت فاعل ذلك بالويل، وإرشاد العباد إلى أمر عظيم وهو أن الخيرية عند الله تعالى ليست بالهيئة والشكل والمظهر، فقد يسخر الإنسان ممن هو خير منه وأفضل ، عند الله تعالى .
قصتى اليوم أكتبها عن الشاب عبد الرحمن وحيد، البالغ من العمر 18 عاما، وهو طالب الآن فى كلية حقوق جامعة القاهرة، أصفه بـ"المحارب البطل" الذى تغلب على كافة الصعاب في حياته والانتكاسات بالأمل والتفائل حتى عبر ممر الضيق إلى أفق السماء بعد تحقيق أحلامه وها هو الآن سائر يمضى طريق التفوق الدراسى والرياضى بعد محنات اوصلته في يوم من الأيام إلى عزل نفسه في حجرة منزله بعيدا عن أعين الناس وفى تلك الأوقات قرر تمنى الموت ولكن هناك دائما بابا مفتوحا في آخره شمعه مضيئة أخذ يسلك طريقه فيها.
ويقول "عبد الرحمن"، "أنا من ذوى الهمم أتولدت إيديا اليمين والشمال مش مكتملين، وصوابع رجلى مش مكتمله وقلبي فى جهة اليمين، وعندى شرخ فى الجمجمة وعملت كذا عملية فى دماغى وشلولى جزء من عظم دماغى، علشان كان بيجلي تشنجات وانا صغير بسبب الشرخ إلى فى دماغى ده".
وتابع، "ومن صغرى كان حلمى ادخل كلية الحقوق علشان نفسى اطلع محامى وأدافع عن المظلومين واتكلم باسم كل واحد من ذوى الاحتياجات الخاصة، والحمد لله حققت حلمى ونجحت فى الثانوية العامة بمجموع 83%، ودخلت الكلية إلى كنت بحلم بيها من صغرى ، وأنا دلوقتي فى الفرقة الأولى".
وأردف، "أنا لما بدأت أنزل الشارع وبدأت أتعامل مع الناس واجهت التنمر من صغرى غير طبيعى قاسى ومجحف بكل معنى الكلمة، من أصدقائى إلى معايا فى المنطقة واللى فى الشارع كانوا بيضحكو عليا واللى يقولى يا أبو إيد مقطعوة واللى يقولى يا أبو دماغ، كنت بضايق جدا من كدا وكنت بطلع اعيط فى البيت وبصراحة كان بيصعب عليا نفسى وكان نفسى أموت واخلص من الناس وكلام الأشخاص عليا وكمان فى المدرسة كنت بتعرض للتنمر بطريقة بشعة".
واستطرد، "بضايق من نظرات الناس ذي نظرات الاستغراب والاستعطاف والاستحكار والسخرية، مستكملا، في مرة كنت راكب في المواصلات وبناول الأجرة لي واحد كان قاعد قدامي فا بديها الأجرة وبعدها صواتيت ولمت الميكروباص عليا والناس سألتها بصت عليا وسألوها في إيه مالك، كنت في اللحظة ديه بتمنى الأرض تتشق وتبلعنى شعور مرعب ومخزى حسيته، وفجأة ردت عليهم قلتلهم خفت منو أصل شكلو يخوف، ساعتها في اللحظة دي كنت بعيط من جوايا ولسه في قصص كتير مع الناس في الشارع بس مش عاوز أطول عليكم ولا أزعلكم بيها أكتر من كده".
واستكمل، "ولما فكرت أدخل نادى وألعب زي باقى الأطفال والشباب، بعض الأشخاص قالولي تلعب إية انتا واحد معاق إذاي هتلعب انتا المفروض تقعد في البيت، وفعلا كنت هسمع كلامهم السلبى وكنت هقعد في البيت علشان كل ما اروح نادي من حواليا في المنطقة يقولولي مش بنقبل ناس معاقة، بس أنا مستسلمتش وفضلت أدور على نادي لغاية لما لقيت نادي إسمو _ نادي زينهم _ دا كان أول نادي ادخلو في حياتي".
ونوه، "مكنتش عارف هلعب إيه، لقيت الكابتن بيقولي أجرى رحت جريت، لقاني الكابتن إنى انا هيبقا ليا مستقبل في العبة ديه ومن سعتها وانا بعلب جري وبحقق مراكز أولى فيها، وحققت مراكز فى ألعاب القوى جري ١٠٠م و ٢٠٠م، والوثب الطويل والتنس طاولة، وحصلت على مركز أول 3 أعوام متتالية لعام ٢٠١٧ و ٢٠١٨و ٢٠١٩ في ألعاب القوى، وحاصل على المركز الثالث على مستوى الجامعات لعام ٢٠١٩م".
وتمنى، "طبعا حلمي أن توفرلي أطراف علشان تساعدني في حياتي، ونفسى بعد ما أتخرج أتوظف وفى مجال الرياضة نفسى أدخل المنتخب وأكون بطل أفريقيا وبطل عالم، بس كدا يا إخواتي هيا دى قصتى بس هيا أطول من كدا بس أنا مش عايز أطول عليكم محتاج تشجعكم بقا".