عازف أم كلثوم.. حكاية "آلة غربية" اقتحمت قلب وفرقة "الست"
ببساطة يمسك " الأكورديون " ويطلق العنان لأصابعه التي تعرف طريقها جيدا، في لحظات يسافر بك عبر الزمن، تشعر وكأنك جالس في صفوف المسرح أمام أم كلثوم، تستمع لحفل خاص من فرقتها، نفس الألحان الأصلية التي استمعنا لها وعشقناها في الراديو والكاسيت تخرج أمامك مباشرة، هو واحد من آخر أعضاء فرقة الست أم كلثوم.
يقول فاروق سلامة، العازف والملحن، أن رحلته بدأت مع فرقة الست أم كلثوم، حينما كان يعزف في أحد الأماكن وعمره 23 عاما، واستمع له الملحن الكبير بليغ حمدي، وأخبره أنه بعدما قدم محمد عبد الوهاب انت عمري، وقعنا في حيرة ماذا سنقدم لأم كلثوم، والآن اتخذت قراري، فبعدما قدم عبد الوهاب الجيتار بالعازف عبد الرحمن خيري في انت عمري، ستكون أنت معنا بالأكورديون في "سيرة الحب".
الأمر لم يكن سهلا على "فاروق سلامة"، فالفرقة بالكامل كانت ترفض دخول الأكورديون لها، فالفرقة شرقية بالأصل وآلته غربية، وانتظر 6 شهور كاملة حتى بداية البروفات، لتسمح له أم كلثوم بالوقوف أمامها وتقديم عرضه.
"قالتلي سمعنا يا فاروق ده بليغ قالب دماغنا بيك" يتذكر الملحن بسعادة ويتابع "وقفت قدامها وبدل ما أقول أغاني قسمت.. راست وبياتي وسيكا وصبا.. أم كلثوم والفكرة بصوا لبعض وقالوا لأ.. خلاص أحنا موافقين عليه يا أستاذ بليغ".
من هنا انطلق فاروق سلامة ليقدم مع الست، سيرة الحب، وبعيد عنك، وأمل حياتي، وفكروني، وهذه ليلتي، ودارت الأيام، وفات الميعاد، وألف ليلة وليلة، وأغدا ألقاك، ويامسهرني، ومن أجل عينيك.. 12 أغنية يتذكرهم جيدا ويفخر بهم.
ثم لحن للعديد من الفنانين الكبار وخاض مغامرة خاصة حينما اكتشف الفنان أحمد عدوية، وحتى الآن يعيش فاروق سلامة حياة بسيطة مليئة بالتفاصيل والألحان والغناء، بعيدا عن الأضواء رغم أنه يستحق الكثير منها، ويستحق على الأقل تكريما على ما قدمه.