الأيدى الناعمة.. نادية تعمل بالحدادة لمساعدة أسرتها
تعتبر مهنة الحدادة من المهن الشاقة التى يمارسها الرجال حيث أنها تحتاج لقوة جثمانية وتوافق عضلى و يتمسك العديد من أرباب المهن بمهنهم التى توارثوها عن أجدادهم وآبائهم، برغم قلة ما تدره عليهم تلك المهن من دخل، لأنهم لا يجيدون غيرها برغم صعوبتها، وكونها تحتاج لقوة بدنية، وتحمل، عملاً بالمثل القائل" عصفور فى اليد ولا 100 على الشجرة" .
على طريق النيل بقرية محلة أبو على التابعة لمركز دسوق، بمحافظة كفر الشيخ تسمع سمفونيات صادرة من شارع الحدادين بالقرية، كل مطرقة يرفعها حداد تطرق على حديد يُعاد تشكيله، فى تناغم موسيقى مع المطرقة الأخرى فى المحل المجاور وبداخل تلك المحال تجد مجموعة من الرجال يعملون منهم من يصنع المناجل وآخرين يصنعون الفؤوس، ومنهم من يصنع السيوف، وغيرها من الأدوات التى يستخدمها المزارعين وغيرهم بأرخص الاسعار، حافظوا على مهنة الأجداد، وببعض المحال تجد الأيدى الناعمة تساعدن أزواجهن فى عملهن .
قالت نادية إبرهيم قنديل، أنها امتهنت مهنة الحدادة ، لتساعد زوجها، فى صناعته للفؤوس والمناجل والعوجات والمنفره وغيرهم من الأدوات التى يستخدمها المزارعون، مشيرة إلى أنه لا توجد صناعة فى هذا الوقت لا تمتهنا المرأة ،لتساعد فى تربية أولادها، مؤكدة أن لديها 3 أبناء ولابد أن تقف مع زوجها لتساعده ولا تتركه يكد ويعمل دون مساعدة
وأكدت نادية ، أنها تشعل النار، وتمسك بالكور لتشعل النيران فى الفحم، لتحمية الحديد المراد تشكيلة، وبعد احمرر قطعة الحديد تمسكها بمساكة، وتضعها على السندال، ليطرق زوجها عليها من أجل تشكليها، إذ يبدأ عملهم من الساعة الثامنة صباحا، ويستمر لساعات متأخرة فى انتظار الزبائن، وتترك زوجها فى المحل من وقت لأخر لإعداد طعام له ولأسرتها.
وأضاف محمدى الحدادى ، 80 سنة ، أنه توارث مهنة الحدادة من والده وأجداده، وورثها لأنجاله السبعة، لأنها مهنة لم نتعود على غيرها، وبرغم قلة الدخل لا نجد مهنة أخرى نمتهنها، فالفأس يتم تصنيعه بـ 10 او 15 جنيها، والعواجه بـ 5 جنيهات و10 جنيهات ، والمحشة بـ 10 جنيهات..
وقال محمدى الحدادي، للأسف استيراد المعدات من الصين أثر علينا تأثيرا سلبيا، فكنا نصع كافة المعدات التى يستخدمها الفلاح فى الزراعة والحصاد، أما الآن قل الإقبال على صناعتنا، إضافة أن المعدات أثرت فى توفير فرص العمل، فاعتماد المزارع على الالة جعله يستغنى عن الكثير من العمال، فزادت نسبة البطالة بالقرى.
وأكد مصطفى محمد الحداد، حداد، نطالب المسئولين بمساعدتنا لاستمرار تلك المهنة التى تحتاج لقوة وتحمل، فنحن نتحمل حرارة الافران، ونقوم بتشكيل الحديد بالطرق عليه والقيام بالعديد من الاعمال حتى تقديم الشكل النهائى للمنتج الذى يريده الزبون ،وليس لنا نقابة أو معاش يحمينا من تقلبات الزمن.
وقال حامد الحدادي، إن منع التصدير واستعادة الاعتماد علينا فى صناعة أدوات الفلاح سيوفر عملة صعبة، وكل ما نستخدمه بقايا الحديد من المصانع، والخردة والمهملات من الحديد، نعيد تشكيله وتصنيعه، وهناك فرق كبير بين صنعتنا وصناعة الصيد فى السعر والجودة ،فعلى سبيل المثال السيف الذى نصنعه يمتاز بالجودة وثمنه 150 جنيها فقط، أما السيف الصينى ب 500 جنيه وأقل جودة فى الصنعة.
وأضاف أحمد محمود سعد، حداد، هناك عدد كبير من أرباب المهنة تركوها، لقلة الدخل، فدخل كل منا لا يتجاوز ال30 جنيها يوميا، وبرغم قلتها ولكننا نقول الذى تعرفه أحسن من اللى منتعرفوش، ولم نتعود على مهنة غيرها، فنحن مجبرون على ذلك، ولو شعر المستوردون بمأساتنا، لساعينا فى تطوير صناعتنا وامتنعوا على الاستيراد من الصين التى أغلقت بيوت ناس كثير ، والمستوردون همهم فقط أنفسهم، ونحن نعتمد على بقايا الحديد من المصانع ، ونعيد تدويره ، ولابد أن يساعدونا لنحافظ على مهنة حافظنا عليها توارثها المصريون من أيام أجدادنا الفراعنة .
وأكدت فاطمة محمد علي، حدادة، منتجات الحدادة تتميز بقوة المنتج ، واستمرار عملها لوقت طويل وإعادة رفع كفاءتها ثانية مثل المناجل التى تنتهى مدة عملها ولا تعود ، وإذا اشترى مزارع فأس صنعت فى الصين فلابد من المرور على الكور لتعديلها ، وكما نعتمد على بقايا حديد المصانع ، نعتمد على سوسته السيارة النقل ، لصناعة السواطير والفأس وسكاكين الذبح الكبيرة ،والحداد يعطى لمنتجة ميزة وكأنها شهادة الأيزو ، فيعلن أنها مصنوعة من سوسته سيارة.
وأضافت فاطمة علي، هناك صناعات كما نصنعها ولكنها اندثرت ، ومنها مازلنا نصنعه ومنها الخلاخل للأطفال وفخاخ الذئاب والطيور، وكذلك المخياط المعروفة ب "مسلة" وتستخدمها السيدات فى عمل المصنوعات الخوصيه ، حتى عتلة النجار المسلح يفضل أن تكون من صنع حداد الكور .