مهرجان الجونة..تعرف على الأفلام الوثائقية المتنافسة
143 طريق الصحراء
من إخراج حسن فرحانى يدور الفيلم حول عزلة هادئة في الصحراء الكبرى، تدير مليكة مطعمًا صغيرًا، يقدم أطباق البيض المقلي، والشاي والقهوة. تقدم مليكة خدماتها لسائقي الشاحنات، والمسافرين، والعابرين الذين يختفون سريعًا كأنهم أشباح. تحكي هذه الواحة الجزائرية، التي تبدو كأنها منفصلة عن العالم الخارجي، أحوال البلاد وروحها. نتعرف على الدراما القائمة، وأحلام هؤلاء الذين يتوقفون من أجل التدخين أو احتساء مشروب، أو إجراء محادثة، من خلال أصوات رياح الرمال بينما تخترق الصمت السائد بمرور الوقت تصير مليكة جزءًا من قصص العابرين، ويصيرون جزءًا منها.
من إخراج نانفو وانج، جيالينج جانج يكشف هذا الفيلم الوثائقي، بصراحة مثيرة، القصة غير المروية لتاريخ سياسة «الطفل الواحد»، والأجيال الصينية التي تشكلت بناءً على هذه التجربة الاجتماعية من خلال شهادات صحفيين، وموظفين رسميين، وآباء، ونشطاء سياسيين، يسلط «أُمَة الطفل الواحد» الضوء على ظاهرة تفشي عملية التعقيم الإجبارية، وإهمال الأطفال، والخطف الممنهج من قبل الدولة. فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الكُبرى للفيلم الوثائقي في الدورة الـ35 لمهرجان سندانس السينمائي. مقابلات صُناعه مع عدد من الضحايا، والمُدبرين، تهدم عقودًا من الصمت، تجاه ممارسة دمرت أرواح الملايين بفعل الدعاية السياسية، وغسل الأدمغة، والترويع.
من إخراج صهيب قسم الباري، يجتمع أربعة أصدقاء سودانيون قدامى، من صناع الأفلام المثاليين، والإنسانيين للغاية، بعد غياب دام سنوات بسبب بُعد المسافات والمنفى، من أجل تحقيق حلم حياتهم؛ جعل السينما من جديد واقعًا في السودان. يصممون مجددًا على إحياء علاقتهم بالشاشة الكبيرة، عبر تأهيلهم دارًا قديمة للعرض في الهواء الطلق. هذا وثائقي عن الشغف بالسينما، والأمل في استعادة حب بلد لها. فاز الفيلم بجائزتي الجمهور وأفضل فيلم وثائقي في قسم بانوراما، في دورة مهرجان برلين السينمائي الأخيرة.
من إخراج لوك لورنتزن في مدينة «مكسيكو سيتي»، توفر الحكومة 30 سيارة إسعاف لسكانها البالغ تعدادهم نحو 9 ملايين نسمة. تدير عائلة أوشوا سيارة إسعاف خاصة، وتتنافس مع بقية مُلاك سيارات الإسعاف، من أجل إنقاذ المرضى الذين يحتاجون إلى عناية سريعة، تحيط هذه الخدمة المهمة، غير القانونية، المخاطر والصراعات وتفشي الرشاوى، وتُكافح العائلة من أجل الحفاظ على معيشتها المُكتسبة من هذه الخدمة، دون تعريض المرضى للخطر، فاز هذا الوثائقي الطويل، بجوائز مهرجانات سينمائية عالمية مثل: مهرجان سندانس الدولي، ومهرجان كوبنهاجن السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية.
من إخراج أبوزار أميني يتناول الفيلم الحياة اليومية في مدينة كابُول، خلال «فترات الصمت» الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية، التي تُغيّر شظاياها وهزاتها العنيفة مسار حياة شخصيات الوثائقي: سائق الباص، عباس، المتحايل على الحياة من أجل تأمين عيشه، ورجل الشرطة الذي ترك ابنه الصبي بنيامين، يعتني بالعائلة بعد قراره ترك البلاد خوفًا على حياته، يلتقط هذا الفيلم الجاذب للانتباه، ببراعة، ثقل العيش في ظل خوف دائم، وتهديد لا متناهي بإراقة الدماء. فيلم أميني عن مدينته التي غدت في مهب الريح.
من إخراج ألا كوفجن يوافق عام 2019، مئوية ميلاد الراقص ومصمم الرقصات الأمريكي ميرسي كانينجهام. يصور هذا الفيلم الوثائقي ثلاثي الأبعاد، ذو الطابع الشعري، تطور كانينجهام الفني خلال ثلاثة عقود من المخاطرة والاستكشاف. بداية من سنواته الأولى كراقص مُكافح في نيويورك في مرحلة ما بعد الحرب، وحتى وصوله إلى أن يصبح واحدًا من أكثر مصممي الرقصات ذوي الرؤية، والمؤثرين على مستوى العالم. يدمج الفيلم فلسفة المصمم وقصصه سويًا، من خلال إعادة خلق لأعماله الخالدة، والصور الأرشيفية الخاصة به، إضافة إلى اللقاءات المصورة مع أعضاء فرقة ميرسي كانينجهام الأصلية. يُعرض الفيلم عالميًا لأول مرة في الدورة الـ44 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
كونجو
من إخراج أدريان لا فابور، كورتو فاكلاف ويدور في برازفيل، عاصمة جمهورية الكونجو، يحكُم عالم الخرافات المجتمع، حيث يقوم الحواري ميدار، والذي يدعي أنه يمتلك قدرات شفائية يمكنها أن تحمي البشر من الأرواح الشريرة، بالعمل على علاج الضحايا من التعاويذ الشريرة. كل صباح، يأتي إليه ضحايا الشعوذة الشريرة، ويصطفوا أمامه ليقوم هو بطرد الأرواح الشريرة عنهم. تتغير حياة ميدار عندما يتم اتهامه بممارسة السحر الأسود علانية، عُرض الفيلم في برنامج «أسيد» الذي تم تقديمه على هامش الدورة الـ72 لمهرجان كان السينمائي.
مُحصّن
من إخراج أورسولا ماكفارلين ويحكي هذا الفيلم، كواليس الصعود القوي، والسقوط المدوي لمُنتِج الأفلام «الغول» هارفي واينستين، ويوضح كيف استحوذ على السلطة، واستغلها على مدار عقود. يحكي موظفوه القُدامي، وزملاؤه في الجامعة، والمراسلين الصحفيين، عن رؤيته الفريدة، وتميزه، وكيف انعكس ذلك في سلوكه وممارساته القاسية للاحتفاظ بسلطته، وقت تهديد الفضيحة له بالإقصاء. وبينما يستمر التحقيق الجنائي ضده، يتتبع الفيلم الطريقة، والضرر الغاشم الناتج عن اعتدائاته، وعلى ضوئها يتسائل ما إذا كان هناك تغييرًا جوهريًا بخصوص نظام العدالة، وخاصة مجال صناعة الأفلام، أم لا.
من إخراج نويل دِرنيش، أولي فالدهاور ويدور في مُدن ألمانيا الكُبرى، تصبح العائلات التي تعيش خارج إطار القانون، كأنها موجودة في عالم موازٍ للواقع. يرصد هذا الفيلم الوثائقي رجالًا بلحى طويلة مُشذبة، وعضلات منتفخة، وسيارات ضخمة. يسمحون للجمهور برؤية ما في داخل منازلهم، لمشاركتهم أحلامهم عن العالم. تصبح الحياة هنا أغرب من الخيال، على إيقاع موسيقى «راب» العصابات، وأنماط الاندماج الجديدة التي يتخيلها هؤلاء البشر. يحكي «واقع آخر» حال مجموعة من الشباب يسألون أنفسهم وواقع حياتهم.