التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:39 م , بتوقيت القاهرة

موليير .. صانع الكوميديا .. محطات فى تاريخ الكاتب الفرنسي

موليير
موليير

موليير كاتب فرنسى، أشتهر بأعماله الفنية فى الكوميديا  ويعد  موليير أحد أبرز الفنانين فى تاريخ الفن المسرحي الأوروبي، حيث قدم موليير حوالي ٩٥ مسرحية ، منها ٣١ من تأليفه ، و كان لموليير تأثيراً كبيراً في تطوير المسرح في أوروبا و العالم ، و من أشهر أعمال موليير مدرسة الزوجات ، مدرسة الأزواج ، البخيل ، و طبيب رغم أنفه.

قصة حياة موليير

ولد  موليير في باريس وكان ولده يجمع بين الاتجار في السجاد ووظيفة خادم الملك، ودرس على يد اليسوعيين ثم درس الحقوق، واشتغل بالمحاماة فترة قصيرة، لم يترافع خلالها سوى مرة واحدة، ثم اندفع نحو المسرح بميل طبيعي لم يستطع مقاومته، ويقال إنه فقد أمه وهو في الحادية عشرة من عمره وأن أباه كان بخيلاً، وجده لأمه هو الذي غرس فيه حب المسرح.

وتشير بعض الكتابات أن موليير كان يلقي معارضة من والده بسبب تفرغة للمسرح ، لكن في يونيو 1643 اتفق مع ثلاثة أفراد من أصدقائه على إنشاء فرقة مسرحية أطلقوا عليها اسم «المسرح الفخم» وكان موليير مديرها الفعلي بالرغم من حداثة سنه، وأصيبت التجربة بالإخفاق، وتراكمت الديون على أفرادها، ويقال إنه موليير سجن مرتين بسبب تلك الديون، وكانت هناك رعاية غامضة تؤدي إلى سرعة الإفراج عنه، وجمعت الفرقة أمتعتها ولاذت بالريف في أواخر عام 1645 ولم تعد إلى باريس إلا بعد 13 عاما، وفي إحدى جولات الفرقة حصل موليير على إذن من دوق أورليان، شقيق الملك، بأن يمثل في باريس أمام الملك،

وفي 24 أكتوبر 1658 قدمت الفرقة في قصر اللوفر مأساة لكوزي، وملهاة هزلية من تأليف موليير، وأعجب لويس الرابع عشر بالفرقة فسمح لها بأن تستقر في باريس، وبأن تسمي نفسها «فرقة شقيق الملك» وأن تقدم حفلاتها في مسرح البوربون الصغير، وظل موليير يمثل فيه إلى أن مات.

 

لقد وهب موليير موهبة دقة الملاحظة منذ صباه، ومن هنا جاءت شخصيات مسرحياته مليئة بالحيوية ومثيرة للمتعة، فقد كان يدير أكبر فرقة مسرحية في باريس، ويؤلف في المسرحية تلو الأخرى (ثلاث مسرحيات في النصف الأول من عام 1668)، ويقوم بتمثيل الدور الأول فيها وكل ذلك في جو خانق، يضاعف تسممه التهاب رئوي وسعال حاد، وقبل وفاته بشهرين أشفق عليه أحد أصدقائه، وحاول إقناعه بالكف عن التمثيل والاكتفاء بالتأليف، لكن موليير رفض أن يتخلى عن فرقته إلى أن مات في 17 فبراير1673.

وتوضح بعض الكتابات أن موليير بذل مجهوداً مكنه من مواصلة دوره حتى نهايته، وفى أخر أيامه أصيب بمرض ، ففقد النطق، وتدفق الدم من فمه، ثم قضى نحبه، وظل رجال الدين حانقين عليه حتى بعد وفاته، إذ ظلت مسرحيته «طرطوف» ماثلة في أذهانهم. وقد تباطأ القس الذي استدعي في المجيء، ولم يصل إلا بعد إلحاح طويل، بعد أن فارق موليير الحياة، ورفضت الكنيسة أن يدفن فيها، فاضطرت زوجته إلى الالتجاء للملك ملتمسة منه التدخل لدى كبير أساقفة باريس، وأذنت الكنيسة بالدفن على أن يتم ليلاً دون صلاة على الجثمان ولا احتفال ديني، وكانت حياته قد اكتملت وهو في عمر الواحد والخمسين.

موليير صانع الفن الكوميدي الحقيقي في فرنسا، ومع ذلك كان يميل إلى التراجيديا، ربما يعود ذلك إلى تعاسته في الحياة، وكان يختلف عن كل من سبقه من كتاب المسرح، وقد تصدى للعيوب التي تصيب البشرية في جميع البلاد والأزمات، حيث كتب قرابة ثلاثين مسرحية، منها البخيل، المتحذلقات الضاحكات، طرطوف، المتزمت، البرجوازي الشريف، النساء العالمات، مريض الوهم، وقد قال أحد النقاد: «إن وجه موليير وإنتاجه يظهران في القرن السابع عشر، ثم يخرجان منه، إن فكره يتخطى هذه الحدود لأنه عالمي»، بل إن هناك من قال: «إن موليير لا يتبع أي شعب من الشعوب إنه عبقرية الكوميديا على الإطلاق، وقد قدر لها أن تظهر في فرنسا».